مشاهدة النسخة كاملة : اسلام أهل عمان


البراء
09-10-2008, 12:06 PM
اسلام أهل عمان

1ـ مازن بن غضوبة :
يبدأ إسلام أهل عمان بإسلام مازن بن غضوبة السعدي الطائي العماني السمائلي وذلك أنه قدم رجل تاجر من الحجاز فأخذ ذلك التاجر يخبر ويحدث بحديث الساعة آنذاك وهو ظهور النبي محمد (ص) وكان يقول : (( ظهر رجل يقال له محمد بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف يقول لمن أتاه أجيبوا داعي الله فلست بمتكبر ولا جبار ولا محتال ادعوكم الى الله وترك عبادة الأوثان وأبشركم بجنه عرضها السماوات والأرض وأستنقذكم من نار تلظى لا يطفأ لهيبها ولا ينعم من سكنها ))

فدخلت هذه الكلمات الطيبة قلب مازن فما أن سمعها حتى أقدم الى صنم كان يعبده هو وقومه من قبيلة طيبة في سمائل وكان يدعى " ناجرا " فحطمه وكسره جذاذا وامتطى راحلته مسرعا موليا وجهته شطر مدينه الرسول الكريم بالحجاز ليتعرف عن قرب عن هذا الدين الجديد وعن طبيعته وأهدافه وما يدعو إليه ووصل مازن بتوفيق الله الى رحاب المدينة الطاهرة ولقي الرسول (ص) وأخذ يسأله عن الدين بعث به وشرح الرسول الحكيم صلوات الله عليه وسلامه لمازن بن غضوبة طبيعة الدين ودعوته وأحكامه ومتطلباته.
وكان بفضل الله أن شرح الله صدر مازن للإسلام وتعاليمه ونور قلبه وأنار بصيرته لهذا الدين فاعتنق الإسلام وأسلم وقال منشدا مبتهجا فرحا مسرورا:

كسرت ناجرا جذاذا وكان لنا
ربا نطيق به ضلا بتضلال
بالهاشمي هدانا من ضلالتنا
ولم يكن دينه منى على بال
ياراكبا بلغن عمرا وإخوته
اني لمن قال ربي ناجر قال

ولم يغب عن بال مازن أن ينتهز فرصة وجوده مع النبيي محمد (ص) بل سأله وطلب منه ان يدعو الله لأهل عمان وهي منقبة من مناقبه وحسنة من حسناته وهامو ذا مازن يحدث عن ذلك (( قال مازن فقلت يا رسول الله (ص) ادع الله تعالى لأهل عمان فقال : اللهم أهدهم وأثبهم فقلت : زدني يارسول الله فقال: اللهم أرزقهم العفاف والكفاف والرضا بما قدرت لهم قلت يارسول الله البحر ينضح بجانبنا فادع لله في ميرتنا وخفنا وظلفنا قال : اللهم وسع عليهم في ميرتهم وأكثر خيرهم من بحرهم قلت :زدني , فقال : اللهم لا تسلط عليهم عدوا من غيرهم قل يا مازن امين يستجاب عنده الدعاء قال: قلت امين وبعد ذلك التفت مازن الى نفسه وسأل الرسول الكريم أن يدعو الله له أن يزيل عنه ماكان يعانيه وما تعوده من الحياه الجاهلية القاسية قال: " قلت يارسول الله : اني مولع بالطرب وبشرب الخمر لجوج بالنساء وقد نفذ أكثر مالي في هذا وليس لي ولد , فادع الله أن يذهب عني ما أجد , ويهب لي ولدا تقر به عيني , ويأتينا بالحيا " فقال النبي (ص) داعيا لمازن بالخير وبحياة إسلامية جديدة قوامها الإيمان والعفة والحياء {اللهم أبدله بالطرب قراءة القران , وبالحرام الحلال , وبالعهر عفة الفرج وبالخمر ريا لا إثم فيه واتهم بالحيا وهب له ولدا تقر به عينه }.
فاستجاب الله دعاء نبيه وظهرت بركة ذلك الدعاء على أهل عمان وعلى مازن نفسه حيث نالت من الخصب الشيى الكثير وكثرت بها الماشية من الإبل والغنم وكثرت الخيرات بها والإرباح وبالنسبة الى مازن فقد أراحو الله من أوضار الحياة الكريم وحج بيت الله الحرام ورزقه الله الولد وكانت له ذريه طيبة وبإسلام مازن بن غضوبة ورجوعه الى عمان بدأ الإسلام ينتشر في عمان وقام مازن بنشر تعاليم الإسلام وبني مسجدا في سمائل يعرف حاليا بمسجد مازن أو مسجد مضمار وأسلم عدد من أهل عمان وفي عام أخر أراد مازن ان يلتقي بالنبي (ص) مرة أخرى ليخبره عن بركة دعائه له ولأهل عمان وليزداد معرفه بأمور الإسلام حيث كانت الشريعة الاسلامية الغراء تنزل أحكامها تباعا فتستجد أحكام وتنسخ احكام وذهب مازن مرة أخرى الى مدينة الرسول (ص) والتقى به وأخبره بما حصل له ولأهل عمان وعن دخول عدد من أهل عمان في الإسلام وهنالك استبشر النبي الكريم وسر بذلك ودعا لأهل عمان وأثني عليهم .

2ـ مجي عمرو بن العاص :
اما المرحلة الثانية من إسلام اهل عمان فتتمثل في مجي عمرو بن العاص السهمي القرشي مبعوثا من قبل الرسول (ص) الى جيفر وعبد وقومهما وكان نص الكتاب (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله الى جيفر وعبد ابني الجلندي السلام علي من اتبع الهدى , أما بعد فاني أدعوكما بداية الإسلام أسلما تسلما فاني رسول الله الى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول علي الكافرين وأنكما ان أقررتما بالإسلام وليتكما وان أبيتما ان تقرا بالإسلام فان ملككما زائل عنكما وخيلي تطأ ساحتكما وتظهر نبوتي على ملككما ) . وقد عمرو بن العاص حتي وصل الى مدينة صحار العاصمة التجارية لعمان آنذاك وهنالك تم لقاؤه بعبد بن الجلندي وأخبره عن مهمته وأخذه الى أخيه جيفر في " توام " ( البريميوما وراءها )وبعد المقابلة سلمه خطاب النبي (ص) ففض ختامه وقراه ثم التفت الى عمرو قائلا ان هذا الذي يدعو إلية صاحبك أمر ليس بصغير ,وأنا أعيد فكري فيه وسوف أقرر ماذا سيكون بعد ذلك وقد استدعى جيفر وجوه وأعيان الازد (مجلس الشورى) للاجتماع وبحث الموضوع وإحالة النظر فيه لأنه أمر جلل يقتضي الانتقال الكامل والتحول التام من الدين الى دين أخر ومن حياة الى حياة اخرى مناقضة وبعد المناقشة قرروا أخذ رأي رجل لديه الخبرة والمعرفة بظهور النبوة المحمدية هو كعب بن برشة العبدي فأخبرهم بما يعرف عن ذلك وقبل ذلك كانت قد جرت محاورة لطيفة بين عمرو وعبد . تعرف عبد منها علي أمور كثيرة عن الإسلام ثم جرت محاورة جادة وحادة بين عمرو وجيفر , تعرف من خلالها جيفر علي قوة الإسلام وعظمته .

3ـ دخول جيفر وعبد وأهل عمان في الإسلام :
قرر جيفر وعبد الدخول في الإسلام وقد اسلما في وقت واحد وأسلم معهما قومهما من أهل عمان , وبعث جيفر الى جميع أقاليم عما ومناطقها , فما كان يصل مبعوثه الى أي بقعه من عمان الا يدخل الناس في الإسلام ويقلبون عليه ولم يبق سوي الفرس ـ وهم جالية كانت في صحار ـ فدعاهم جيفر الى الدخول في الإسلام أو الخروج من أرض عمان فامتنعوا عن قبول أي الخيارين . فقاتلهم العمانيون حتى أخرجوهم من عمان وخلصت عمان للإسلام وأخلصت له قلبا وقالبا ومكث عمرو بن العاص في عمان يعلم أهلها أمور الإسلام ويأخذ الزكاة من أغنيائهما ويردها الى فقرائها وأقر الرسول (ص) جيفر وعبد ابني الجلندي ملكين علي عمان
وأقام عمرو بن العاص في عمان في الجوار وكنف ملكها جيفر وعبد معززا مكرما حتي بلغته وفاة خبر البشرية عليه الصلاة والسلام .
ونتيجة لهذا السلوك الرفيع الذي سلكه أهل عمان في دخولهم الإسلام أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم ثناء عظيما في عدة أحاديث دلت علي فضلهم وسابقتهم في الإسلام .