مشاهدة النسخة كاملة : :: قصه اصحاب السبت ::


البراء
07-10-2008, 03:19 PM
قصة أصحاب السبت

ورد ذكر القصة في سورة البقرة. كما ورد ذكرها بتفصيل أكثر في سورة الأعرف الآيات 163-166.
قال الله تعالى، في سورة "الأعراف": "وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ . وقال تعالى في سورة "البقرة": وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ" .
وقال تعالى في سورة "النساء":" أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا"

القصة:
أبطال هذه الحادثة، جماعة من اليهود، كانوا يسكنون في قرية ساحلية. اختلف المفسّرون في اسمها، ودار حولها جدل كثير. أما القرآن الكريم، فلا يذكر الاسم ويكتفي بعرض القصة لأخذ العبرة منها.

وكان اليهود لا يعملون يوم السبت، وإنما يتفرغون فيه لعبادة الله. فقد فرض الله عليهم عدم الانشغال بأمور الدنيا يوم السبت بعد أن طلبوا منه سبحانه أن يخصص لهم يوما للراحة والعبادة، لا عمل فيه سوى التقرب لله بأنواع العبادة المختلفة.

وجرت سنّة الله في خلقه. وحان موعد الاختبار والابتلاء. اختبار لمدى صبرهم واتباعهم لشرع الله. وابتلاء يخرجون بعده أقوى عزما، وأشد إرادة. تتربى نفوسهم فيه على ترك الجشع والطمع، والصمود أمام المغريات.

لقد ابتلاهم الله عز وجل، بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت للساحل، وتتراءى لأهل القرية، بحيث يسهل صيدها. ثم تبتعد بقية أيام الأسبوع. فانهارت عزائم فرقة من القوم، واحتالوا الحيل –على شيمة اليهود- وبدوا بالصيد يوم السبت. لم يصطادوا السمك مباشرة، وإنما أقاموا الحواجز والحفر، فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت، ثم اصطادوها يوم الأحد. كان هذا الاحتيال بمثابة صيد، وهو محرّم عليهم.

فانقسم أهل القرية لثلاث فرق. فرقة عاصية، تصطاد بالحيلة. وفرقة لا تعصي الله، وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث، فتأمر بالمعروف وتنهى عن المكر، وتحذّر المخالفين من غضب الله. وفرقة ثالثة، سلبية، لا تعصي الله لكنها لا تنهى عن المكر.

وكانت الفرقة الثالثة، تتجادل مع الفرقة الناهية عن المنكر وتقول لهم: ما فائدة نصحكم لهؤلاء العصاة؟ إنهم لن يتوفقوا عن احتيالهم، وسيصبهم من الله عذاب أليم بسبب أفعالهم. فلا جدة من تحذيرهم بعدما كتب الله عليهم الهلاك لانتهاكهم حرماته.

وبصرامة المؤمن الذي يعرف واجباته، كان الناهون عن المكر يجيبون: إننا نقوم بواجبنا في الأمر بالمعروف وإنكار المنكر، لنرضي الله سبحانه، ولا تكون علينا حجة يوم القيامة. وربما تفيد هذه الكلمات، فيعودون إلى رشدهم، ويتركون عصيانهم.

بعدما استكبر العصاة المحتالوا، ولم تجد كلمات المؤمنين نفعا معهم، جاء أمر الله، وحل بالعصاة العذاب. لقد عذّب الله العصاة وأنجى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. أما الفرقة الثالثة، التي لم تعص الله لكنها لم تنه عن المكر، فقد سكت النصّ القرآني عنها. يقول سيّد قطب رحمه الله: "ربما تهوينا لشأنها -وإن كانت لم تؤخذ بالعذاب- إذ أنها قعدت عن الإنكار الإيجابي, ووقفت عند حدود الإنكار السلبي. فاستحقت الإهمال وإن لم تستحق العذاب" (في ظلال القرآن).

لقد كان العذاب شديدا. لقد مسخهم الله، وحوّلهم لقردة عقابا لهم لإمعانهم في المعصية.

وتحكي بعض الروايات أن الناهون أصبحوا ذات يوم في مجالسهم ولم يخرج من المعتدين أحد. فتعجبوا وذهبوا لينظرون ما الأمر. فوجودا المعتدين وقد أصبحوا قردة. فعرفت القردة أنسابها من الإنس, ولم تعرف الإنس أنسابهم من القردة; فجعلت القردة تأتي نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي; فيقول: ألم ننهكم! فتقول برأسها نعم.

الروايات في هذا الشأن كثيرة، ولم تصح الكثير من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنها. لذا نتوقف هنا دون الخوض في مصير القردة، وكيف عاشوا حياتهم بعد خسفهم

مـنـقـول

دفئ الكون
07-10-2008, 04:43 PM
تسلم البراء ع القصة ..
وفقك الله لكل ما خير

البريء
07-10-2008, 06:15 PM
تتحفنا دائما أستاذي البراء برائعة من روائع القصص القرآني ..

لك منا جزيل الشكر على مجهودك في هذا المجال بالذات..

وكما تفضلت استاذي الكريم أن أهل السبت كانوا يعيشون برزق البحر ولم يشكروا النعم !!

فأراد الرحمان أن يفتنهم ويمحصهم بالابتلاء فكان الذي ذكرته في موضوعك..

لكن أستاذي يحاول اليهود طمس هذه الحقائق التي جاءت في القرآن الكريم ويحرفون حقائقها بواسطة "الاسرائيليات" فيزعمون مثلا أن هؤلاء الذين مسخهم الله وحولهم إلى قردة لم يكن بسبب حيلتهم في صيد الحيتان يوم السبت وإنما بسبب توضئهم بـ" اللبن" !!

وللأسف الشديد أستاذي البراء أن هذا التأويل سائل عند بعض العامة من المسلمين !!

شكرا أستاذي البراء وتأكد أننا لن نشبع من مواضيعك..

بن مضر
07-10-2008, 07:02 PM
قصة أصحاب السبت

وقال تعالى في سورة "البقرة": وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ" .
القصة:
وجرت سنّة الله في خلقه. وحان موعد الاختبار والابتلاء. اختبار لمدى صبرهم واتباعهم لشرع الله. وابتلاء يخرجون بعده أقوى عزما، وأشد إرادة. تتربى نفوسهم فيه على ترك الجشع والطمع، والصمود أمام المغريات.
لقد ابتلاهم الله عز وجل، بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت للساحل، وتتراءى لأهل القرية، بحيث يسهل صيدها. ثم تبتعد بقية أيام الأسبوع. فانهارت عزائم فرقة من القوم، واحتالوا الحيل –على شيمة اليهود- وبدوا بالصيد يوم السبت. لم يصطادوا السمك مباشرة، وإنما أقاموا الحواجز والحفر، فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت، ثم اصطادوها يوم الأحد. كان هذا الاحتيال بمثابة صيد، وهو محرّم عليهم.
فانقسم أهل القرية لثلاث فرق. فرقة عاصية، تصطاد بالحيلة. وفرقة لا تعصي الله، وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث، فتأمر بالمعروف وتنهى عن المكر، وتحذّر المخالفين من غضب الله. وفرقة ثالثة، سلبية، لا تعصي الله لكنها لا تنهى عن المكر.
جاء أمر الله، وحل بالعصاة العذاب. لقد عذّب الله العصاة وأنجى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. أما الفرقة الثالثة، التي لم تعص الله لكنها لم تنه عن المكر، فقد سكت النصّ القرآني عنها. يقول سيّد قطب رحمه الله: "ربما تهوينا لشأنها -وإن كانت لم تؤخذ بالعذاب- إذ أنها قعدت عن الإنكار الإيجابي, ووقفت عند حدود الإنكار السلبي. فاستحقت الإهمال وإن لم تستحق العذاب" (في ظلال القرآن).
لقد كان العذاب شديدا. لقد مسخهم الله، وحوّلهم لقردة عقابا لهم لإمعانهم في المعصية.
مـنـقـول

بارك الله فيك علي قصة أصحاب السبت
لما فيها من معاني ودروس ودعوة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهكذا اليهود دائما قوم فتنة وحيلة علي الحق
اللهم فرق جمع اليهود وإهزمهم شر هزيمة
دمت بود

البراء
07-10-2008, 07:16 PM
تسلم البراء ع القصة ..
وفقك الله لكل ما خير

الله يسلمك ويعافيك اخية
جزيت ِ جنات النعيم


تتحفنا دائما أستاذي البراء برائعة من روائع القصص القرآني ..


لك منا جزيل الشكر على مجهودك في هذا المجال بالذات..

وكما تفضلت استاذي الكريم أن أهل السبت كانوا يعيشون برزق البحر ولم يشكروا النعم !!

فأراد الرحمان أن يفتنهم ويمحصهم بالابتلاء فكان الذي ذكرته في موضوعك..

لكن أستاذي يحاول اليهود طمس هذه الحقائق التي جاءت في القرآن الكريم ويحرفون حقائقها بواسطة "الاسرائيليات" فيزعمون مثلا أن هؤلاء الذين مسخهم الله وحولهم إلى قردة لم يكن بسبب حيلتهم في صيد الحيتان يوم السبت وإنما بسبب توضئهم بـ" اللبن" !!

وللأسف الشديد أستاذي البراء أن هذا التأويل سائل عند بعض العامة من المسلمين !!


شكرا أستاذي البراء وتأكد أننا لن نشبع من مواضيعك..


الله يعافينا مما إبتلاه للبعض
وأن يبعدنا عن هؤلاء الذين من شأنهم التحريف

لك الـشـكر أخي Innocent على ردودك الطيبة


بارك الله فيك علي قصة أصحاب السبت
لما فيها من معاني ودروس ودعوة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهكذا اليهود دائما قوم فتنة وحيلة علي الحق
اللهم فرق جمع اليهود وإهزمهم شر هزيمة

دمت بود


الله يعطيك الصحة والعافية أخي بن مضر

نسأل الله العلي جلت قدرته أن يبلغنا علما ً لا ينفذ
وأن ينور قلوبنا بذكره وحسن عبادته

تسلم على المرور

COMANDER
08-10-2008, 03:18 AM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تسلم واشكركـ على القصة تحياتي لك بتوفيق ربي يحفظكـ :thumbsup:

البراء
08-10-2008, 11:50 AM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تسلم واشكركـ على القصة تحياتي لك بتوفيق ربي يحفظكـ :thumbsup:

الله يسلمك ويعافيك أخي comander

وجزيت كل الخير نتمنى لك الإستفادة

الفتاة الغامضة
08-10-2008, 03:20 PM
قصص وعبر

افادة تثاب عليها بإذن الله
شكرا جزيلا لك/بارك الله فيكـ