مشاهدة النسخة كاملة : مشكلة البريمي


ميت حزن
14-08-2008, 12:22 PM
ـ مــشـكـــــلة البريـمــي –

تقع واحة البريمي – وهي عبارة عن ثماني واحات- في نقطة اتصال بين المملكة العربية السعودية ومشيخة أبو ظبي وسلطنة عمان , لكن حقوق السيادة على الواحات لم تكن محددة تحديدا قاطعا , وبالتالي كان يستطيع أن يسيطر عليها من يكون في وسعه آن يفرض الزكاة على سكانها باعتبار الولاء القبلي ودفع الزكاة هو دليل السيادة المعترف به في ذلك الوقت , إلى أن اكتشف النفط وفتغيرت الكثير من المقاييس التقليدية ولذلك طالب الإنجليز بست منها لصالح شيوخ أبو ظبي واثنين لسلطان مسقط وعمان , وإما عن المملكة العربية السعودية فقد طالبت بهذه الواحات جميعها .(1)
الأساس التاريخي لهذه المشكلة :

ترجع علاقات المملكة العربية السعودية مع سلطنة عمان إلى تاريخ ( 1215 هـ) (1795م) حيث تقدمت قوات الدولة السعودية الأولى إلى مشارف عمان وتمكنت من دخول واحة البريمي حاملة لواء الدعوة والتوحيد .لقد كان حماس الدولة السعودية الأولى لنشر الإسلام والدفاع عن عقيدة السلف الصالح عاملا من العوامل التي دفعها إلى الاحتكاك والاصطدام مع العديد من دول المنطقة . ومع أن بعض القبائل العمانية قد تجاوبت مع هذه الدعوة ورحبت بها , وخاصة القبائل الغفارية ذات المذهب السني, إلا أن توغل القوات السعودية داخل الأراضي العمانية قد حرك مخاوف الدولة البريطانية ودفعها للاستجابة تطلب حكام مسقط للوقوف إلى جانب ضد زحف الدولة السعودية , وبسبب الحملات المتوالية التي قام بها محمد علي والدولة العثمانية ضد دولة آل سعود تراجعت القوات السعودية واخذ نفوذها يتعلق تدريجيا , ولم يبقي لهم سوى واحة البريمي التي تعاقب عليها العديد من الأمراء الذين كانوا يمثلون الدولة السعودية هناك (2)

عندما قامت الدولة السعودية الثانية بقيادة الإمام فيصل بن تركي كان من الطبيعي أن تتطلع هذه الدولة إلى استعادة ما كان تحت سيطرة الدولة السعودية الأولى . ومع أنها تمكنت من تحقيق الكثير في فترة وجيزة إلا أن مخططاتها قد اصطدمت بعقبتين رئيسيتين كان لهم تأثير في مستقبل هذه الدولة . فالعقبة الأولى تمثلت في مواجهة التحالف التاريخي الذي كان قائما بين إمارات الخليج وانجلترا ,التي كان لصاح الوصاية على هذه الإمارات الساحلية ومن ضمنها سلطنة مسقط .-


أما العقبة الثانية فقد تمثلت في النزاع الذي قام بين أبناء الأمام فيصل بن تركي ( سعود وعبد الله ) حول أحقية إلى منهما بالحكم , وهو النزاع الذي قاد إلى ضعف الدولة وسقوطها في نهاية الأمر . (1) استغلت مسقط ضعف سلطة السعوديين في البريمي عند منتصف القرن التاسع عشر , فامتنعت عن دفع الزكاة للرياض , وسعت للتحالف مع " أبو ظبي " لانتزاع البريمي من أيدي السعوديين , غير أن الأمير فيصل بن تركي لم يلبث أن أحبط تلك المحاولة بعد عزل قائده سعد بن مطلق وتكليف ولده عبد الله بالتوجه إلى البريمي على ارض قوة من إتباعه عام 1853م لتوطيد سلطة السوديين فيها , وقد نجح الأمير السعودي في مهمته , إذ تشير المصادر إلى أن رؤساء القبائل والأكابر والأعيان قابلوه بالسمع والطاعة , وهرع رجال القبائل رجال القبائل للقائه ولتقديم فروض الطاعن له , واضطر ثوني بن سعيد تعهد بمقتضاه بزيارة الخراج الذي تدفعه صحار ومسقط بالإضافة إلى مبالغ متأخرة مقدارها 60 ألف ريال .(2)


دور النفط في إثارة هذه المشكلة :

يقدر الخبراء دخل مخزون الزيت في البريمي تقديرا خياليا وقد كان مخزون البترول هذا هو مبرر الخلاف بين بريطانيا وعميلها الحكم السعودي على المنظمة أو بالأصح مبرر النزاع بين الشركات البترولية الأمريكية والبريطانية . وعندما فكرت شركة الزيت الأمريكية السعودية عام 1934م بإمكانية وجود زيت في هذه المنظمة دفعت بالسعوديين إلى أطلاق دعوى حق السيادة عليها محتبحتا بأنها احتلت من قبل أجدادهم قبل أكثر من مائة عام .وقد أثارت هذه الدعوى حفيظة الشركات البريطانية فدفعت بالحكومة الإنجليزية إلى التشبث بالبر يمي نيابة عن شيخ ابوظبي الجغرافية (3)
في عام 1949م واقعت الحكومة السعودية على تحرك بعض الفرق التابعة لشركة النفط العربية ( ارامكو) بهدف التنقيب عن النفط في المناطق الواقعة إلى جنوب والجنوب الشرقي من شبه جزيرة قطر ودخلت إحدى هذه الفرق إلى منطقة الظفرة . (4) ولكن ما كادت تصل أبناء تحرك هذه الفرقة إلى السلطات البريطانية في الخليج , حتى قام الوكيل البريطاني في مشيخات الساحل العماني بالتحرك إلى المنطقة التي وصلت إليها الفرقة المنقبة.






هذه كان يرافقه الشيخ هزا ع بن سلطان احد أخوة الشيخ شخبوط بن سلطان , حاكم ابوظبي ,كما كان يرافقه أيضا احد الموظفين التابعين لشركة النفط البريطانية وبعض الحرس المسلحين وعندما وصل ستوبارت إلى معسكر فرقة ارامكو , وجد فيه موظفا سعوديا وعشرين جنديا مسلحا ذكروا أنهم جاءوا بأمر من الأمير سعود بن جلوي حاكم الإحساء . وبادر ستوبارت على الفور بتسليم خطاب احتجاج إلى قائد عمليات ارامكو (1)
ــ وجهة النظر السعودية وألبريطانيه بالنسبة للبريمي :

يمكن تلخيص وجهة النظر السعودية على النحو التالي :
1- أن الحكومة السعودية لا تعترف لسلطان مسقط أو ليشخ ابوظبي أو لغيره من شيوخ الساحل العماني بأية سلطة أو نفوذ على مقاطعة البريمي , وما يليها من المناطق الخارجه عن الساحل العماني , وتعتقد الحكومة السعودية اعتقادا جازما بأنه لولا الإنجليز كما كانت احتجاج إلى قائد عمليات ارامكو.(1)
2- ترى الحكومة السعودية أن حقوقها في المناطق التي تطالب بها , قائمة على الواقع التاريخي والوثائق المثبتة من التصرفات واعتراف الحكومة البريطانية بمعاهداتها مع الملك عبد العزيز بن سعود في العطيف عام 1915م .
3- أن الصحراء التي تشغلها واحات البريمي وارباها البترولية , كانت مستقرا لكثير من القبائل التابعة لها , والتي تدين لها بالولاء وتدفع الزكاة منذ أكثر من مائة عام .
كما يمكن تلخيص وجهة النظر البريطانية على النحو الأتي :
1- أن فترات قصيرة من الاحتلال المؤقت للمناطق التي هي موضوع النزاع لا يمكن اعتبارها بحال من الأحوال مبررا لإعطاء السعودية أي مظهر من مظاهر السلطة بعد زوال هذه العترف .
2- أن الادعاء السعودي الذي أعلنته في عام 1949م والذي طالبت فيه بمزيد من الأراضي تمتد إلى الجنوب المشرقي من مقاطعاتها الشرقية ونظم إليها واحات البريمي بكاملها , لا مبرر له , وانه يعد توسعا في مطالبها .
3ــ عملت السعودية على الرشاوى والأموال من اجل كسب ود القبائل الموجودة في البريمي وبالتالي تضمن ولائها .(2)

مــؤتمـــر الـــدمـــــام :

في أغسطس عام 1915م حينما كان الأمير فيصل بن وزير الخارجية السعودية موجدوا في لندن لمناقشة الحدود البحرية للمملكة العربية السعودية . مع الكويت والبحرين , اقترح عقد مؤتمر لبحث مشكلات الحدود البرية بين مسقط وأبو ظبي والمملكة العربية السعودية , وان يكون لهداف المؤتمر دراسة وتحديد المناطق الخاضعة لابن سعود وتلك التي تخضع لسلطان مسقط . ووافقت جميع الأطراف على هذا المؤتمر الذي سوف يقام في مدينة الدمام السعودية . وفي 28 يناير 1952م افتتح المؤتمر في مدينة الدمام وكان يرأس الوفد الحمودي الأمير فيصل , والوفد البريطاني السير روبرت هاي , المقيم البريطاني في الخليج , وحضر الاجتماع حاكم قطر الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني وحاكم ابوظبي الشيخ شخبوط بن سلطان .(1)

الصعوبات التي اعترضت المؤتمر :
تعرض المؤتمر لعدة صعوبات كان من بينها :
1- إصدار الأمير فيصل على عدم الاعتراف بأحقية الإنجليز في التفاوض عن الحكام الحلين وخاصة بعد أن أعلن الشيخ عبد الله – حاكم قطر- انه كان دائما يعتبر ملك السعودية والده وان أي قرار يتخذه جلالته بخصوص حدود قطر سوف يلتزم به لثقته التامة به
2- عدم اتفاق وجهات النظر بشان الحدود التي قدمها الوفد البريطاني ,وان الادعاء البريطاني كان من شانه أن يحول وصول الأرض السعودية إلى الساحل الواقع شرقي قطر .(2)
وإزاء اختلاف وجهتي النظر تأجل المؤتمر إلى اجل غير مسمى .
تأزم الموقف:
تأزم الموقف في يوليه 1952م حينما وصلت أحدى الفرق السعودية إلى الطريف ,واعتبرت الحكومة البريطانية ذلك خوفا لمناطق نفوذها في ابوظبي ولم يحل هذا الاحتجاج دون مواصلة السعودية التقدم صوب البريمي , ففي اوخرا أغسطس 1952م ازهدرت الحكومة السعودية تركي بن عطيشان لتولى مهامه أمير البريمي . وقد أحدث التدخل السعودي رد فعل لدى كل من سلطان مسقط سعيد بن تيمور وحاكم ابوظبي ,كما بادر الإمام عبد الله الخليلي بتعبئة القبائل التابعة له بادرت السلطان البريطانية في مسقط بإرسال قوة عسكرية تجمعت في صحار والدريز وفي نفس الوقت تقدم الوكيل البريطاني في مشيخات الساحل العماني .

مع فرقة من ليفي عمان إلى العين كما قامت تشكيلات من سلاح الجو الملكي من قاعدتها في الشارقة بفارة على حماسه كما بادرت السفارة البريطانية في حدة بإرسال مذكرة احتجاج إلى وزارة الخارجية السعودية في 14 / 9/ 1952م احتجت فيها رسميا على وصول تركي بن عطشان إلى البوريمي باعتبار ذلك تعديا على مناطق نفوذها في سلطنة عمان , وقد أجاب الجانب السعودي انه ليس للحكومة البريطانية أو لغيرها ايه أحقية لمعارضة تعرفاتها في البوريمي , لان ذلك يخص الحكومة السعودية وأهالي البريمي القسم وعلى ها الأساس لم يرفض السعوديين سحب تركي بن عطيشان من البريمي فحسب وإنما ردوده بقوة عسكرية.(1)
على اثر تمادى السلطان البريطانية في عمليات الإرهاب الجوى ضد قوى البريمي ووصول قوات ساحل عمان وعدن وبعض الجماعات المسلحة غير النضامية وما قامت به قوات البريطانية من قرض عمليات الحصار ضد ابن عطيشان وجماعته , بادر عبد العزيز بن سعود بإرسال برقية إلى المستر إيدن وزير خارجية بريطانيا جاء منها " لا يوجد شي الم نفس من أن تتأزم الحالة بيننا وبين الحكومة البريطانية لدرجة تهديدنا بالطائرات من حكومة يرأسها صديقا المستر تشرشل ايون " وفي إجابة المستر إيدن أكد اهتمامه بفرورة حل الخلاف بصورة عادله وودية .(2)

- اتفاقية التوقف :
وفي محاولة لتقريب وجهات النظر اقترح السفير الأمريكي في جده أن يرفع الانجلتر إجراءات الحصار التي عرضوها على البريمي , وان يمنتع السعوديين عن الأعمال المثيرة , وان يبقى في الطرفان في البريمي مع الاحتفاض بمواقعهم الحالية , وان تدار اتصالات مباشرة بين السعودية والحكومة البريطانية . وعلى اثر قبول كل من الحكومة البريطانية والسعودية تلك الاقتراحات بدأت محادثات في الرياض في 20 أكتوبر 1952م بين الأمير فيصل وزير خارجية السعودية , والسفير البريطاني في جدة حيث تم التوقيع على اتفاقية التوقف التوقف في 26 أكتوبر 1953م . لم تصل الاتفاقية على حل وإنما على العكس زاد الموقف تدهورا بين الحكومة البريطانية والسعودية وتوالت مذكرات الاحتجاج والتي بعث كل طرف إلى الآخر فقد احتجت الحكومة البريطانية على محاولات الموظف السعودي في البريمي التأثير على القبائل والعبث بولائها التقليدي خلافا لأحكام هذه الاتفاقية في حيث احتجت الحكومة السعودية على أن .






بريطانيا لم تلتزم باتفاقية بدليل قدوم الوكيل السياسي البريطاني في المشيخات الهادفة إلى البريمي بقوات مسلحة واجتماعية بالرئيس الأعلى لقبيلة النعيم الشيخ صقر بن سلطان بهدف تحريضه على القيام بإعمال استفزازية , كما طلب من الشيخ زايد بن سلطان حاكم العين إقامة مواقع لقوات عسكرية بريطانية على مقربة من الموقع السعودي في البريمي .(1)

اتفق الطرفان على أن يقوم بينهما تحكيم فيما يختص بالنزاع على الحدود المشتركة بين السعودية وأبو ظبي , وفي السيادة على منطقة البوريمي على أن تكون الحكومة البريطانية ممثلة عن كل من حاكم ابوظبي وسعيد بن تيمور سلطان مسقط وعلى أن يكون الدكتور شارل فينثر وهو بلجيكي شغل منصب رئاسة محكمة العدل الدولية بلاهاي والدكتور ديهيجو والدكتور محمود حسن الباكستاني الجنسية محكمتين دوليتن بينما مثل الشيخ يوسف ياسين المملكة العربية والسير ر يدر دولا رد ممثل الحكومة البريطانية . (2)

وبينما كانت إجراءات التحكيم سائرة في طريقها أحست بريطانيا بان الأموال السعودية سوف تهزمها لو استمرت في إجراءات التعليم فأمرت ممثلها السير ر يدر بولا رد في سبتمبر 1955م بالانسحاب من هيئة التحكيم متهمة الحكومة السعودية بأنها حالفت اتفاقية في طريقها أحست بريطانيا بان الأموال السعودية سوف تهزمها لو استمرت في إجراءات التعليم فأمرت ممثلها السير ر يدر بولا رد في سبتمبر 1955 م بالانسحاب من هيئة التحكيم متهمة الحكومة السعودية بأنها حالفت اتقافية التحكيم برشوة بعض الحكام والمكان . وفي عام 1955م احتل الجنود البريطانيين البريمي .(3)

احتلال البريمي:-

تدخلت قوة البريطانية مسلحة واستولت على واحة البريمي وأعلن أنطوني أيدن وزير الخارجية في جلسة مجلس النواب مساء 26 أكتوبر 1955م أن قوات سلطان مسقط وشيخ ابوظبي اللذين تربطهما معاهدة ببريطانيا احتلت واحة البريمي التي يدور عليها النزاع مع المملكة العربية السعودية وفي مواجهة هذا التحدي قدمت السعودية مذكرة احتجاج شديدة إلى الحكومة البريطانية وقررت على الفور سحب سفيرها من لندن في شهر نوفمبر 1955م معترة هذا العمل بمثابة إعلان صريح بوقف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين . (4)
آزرت الجامعة العربية موقف المملكة العربية السعودية إزاء الاعتداء البريطاني على البريمي , فقد جاء في قرار اللجنة السياسية التابعة للجامعة العربية .

البراء
14-08-2008, 12:39 PM
كانت تمر بمشاكل ولاية البريمي سابقا ً

لكن الآن أصبحت البريمي مركزا ً تجاريا ً هامة
نظرا ً لما تتمتع بها من موقع إستراتيجي هام

وأيضا ً أصبحت محافظة كبيرة

تسلم أخي على موضوع وبارك الله فيك

ميت حزن
14-08-2008, 10:53 PM
شكرا ع المرور دمتي