مشاهدة النسخة كاملة : السلطنة تنضم إلى الصندوق الدولي للتعويض عن أضرار التلوث


غريب الدار
12-05-2006, 09:35 AM
تعتبر منطقة الخليج من اكثر مناطق العالم تعرضا لمخاطر التلوث النفطي وتستدعي دائما تواصل جهود المنطقة والمنظمات الدولية وتعاونها لمكافحة اسباب ومصادر التلوث البحري بأنواعه المختلفة وتكتسب البيئة البحرية العمانية اهمية كبيرة كواحدة من اهم طرق التجارة البحرية الدولية واكثرها ازدحاما بالناقلات التي تقوم بنقل ما تنتجه دول الخليج من النفط الخام والذي يقدر بنسبة 49٪ من اجمالي صادرات النفط العالمية.
والتلوث النفطي يؤدي الى تعريض صحة الانسان للخطر والاضرار بالثروات البيولوجية وبالنباتات والحيوانات البحرية والحد من المتع البحرية او قد يؤدي الى اعاقة كل الاستخدامات الشرعية الاخرى للبحر.

مصادر تلوث البيئة البحرية بالنفط

من اهم مصادر تلوث البيئة البحرية بالنفط ارتطام الناقلات بالشعاب المرجانية او ببعضها البعض او غرقها او حوادث عمليات الحفر والتنقيب في البحار والمحيطات وكذلك تسرب النيران او الحرائق بناقلات النفط في عرض البحر وتسرب النفط الى البحر اثناء عمليات التحميل والتفريغ بالموانئ النفطية واشتعال النيران والحرائق بناقلات النفط في عرض البحر وتسرب النفط الخام بسبب حوادث التآكل في الجسم المعدني للناقلة وإلقاء ما يعرف بمياه التوازن الملوثة بالنفط في مياه البحر حيث يتم ملء الناقلة بعد تفريغ شحنتها من النفط بنسبة لا تقل عن 60٪ من حجمها للحفاظ على توازن او اتزان الناقلة اثناء سيرها في عرض البحر خلال رحلة العودة الى ميناء التصدير وتسرب النفط من ناقلات النفط بسبب الحوادث من الآبار النفطية البحرية المجاورة للشواطئ وتسرب النفط في البحر اثناء الحروب كما حدث في حرب الخليج الثانية.

مظاهر التلوث

ومن مظاهر تأثير التلوث النفطي انخفاض انتاجية المصائد الذي يعزى الى انخفاض في العمليات الحيوية كالنمو او قد يعود الى عزوف الناس عن شراء الاسماك خوفا من اخطار التلوث او توقف الصيادين عن الصيد في المناطق الملوثة خشية تلف معداتهم مما يزيد من النقص الغذائي.
بالرغم من ان الكميات الكبيرة من النفط التي تدخل العمود المائي عند حدوث تسرب نفطي الا انه لا توجد اية اشارة سابقة عن حدوث نفوق واسع بين الاسماك السطحية نتيجة النفط الخام الثقيل كما ان الاسماك تختلف عن الطيور في كون جمسها مغطى بطبقة مخاطية لزجة لا يمكن للنفط الالتصاق بها، ولعل قدرة الاسماك على تحاشي المناطق الملوثة بالهجرة منها يؤدي الى تقليل حالات النفوق في حين ان بيض ويرقات العديد من الاسماك والتي تمثل العديد من الانواع التجارية (كالسردين) تكون طافية على سطح البحر او تقطن في الطبقات العليا منه مما يجعلها عرضة لتأثير النفط المتسرب وتعاني من حالات النفوق الكبيرة كما يحدث عند اقترابها من مداخل محطات التحلية وانتاج الطاقة المنتشرة على سواحل منطقة الخليج.
كما تعاني الرخويات (كالمحار) من حالات نفوق هائلة عند حدوث حالات التسرب النفطي ووصوله الى منطقة الساحل وعلى سبيل المثال حادث انسكاب زيت الديزل قرب شواطئ كاليفورنيا والذي ادى الى نفوق اعداد هائلة من المحار تعتبر خير دليل على ذلك.
وتتأثر القشريات (كالربيان والسرطان) ليس تحت تأثير مباشر مع الملوثات النفطية المتسربة كسابقتها (الحيوانات الرخوية والقشريات الثانية غير المتحركة) لان هذه المجموعة لها القدرة على الحركة مما يجعلها اكثر قدرة على تحاشي التعرض للتراكيزات العالية من النفط عدا صغارها ويرقاتها وبيضها التي لا تستطيع الفرار مما يؤدي الى حالات نفوق كبيرة.
وتعتبر الطيور من اكثر المجاميع البحرية تأثرا بالتلوث النفطي اذ لوحظ انقراض انواع عديدة منها من البيئة التي تتعرض طويلا لأخطار التلوث وخير مثال ما حصل على الشواطئ السعودية نتيجة حرب 1991 حيث نفق العديد من الطيور نتيجة بقعة الزيت التي امتدت على تلك السواحل.
كما ان مخلفات النفط تعتبر من اصعب المشاكل التي تواجه القائمين على معامل التقطير وتحلية مياه البحر في منطقة الخليج العربي فضلا عن البقع الناتجة من التسرب النفطي وذلك نظرا لامكانية تأثيرها على جودة المياه المنتجة للشرب.

طرق مكافحة التلوث

تشتمل طرق مكافحة التلوث البحري على طريقتين الاولى المعالجة الميكانيكية والكيميائية والطريقة الميكانيكية يتم من خلالها استخدام الحواجز المطاطية وهي عبارة عن حواجز مطاطية تتم تعبئتها بالهواء للطفو كما تستخدم في عملية احتجاز الزيوت ومنعها من الانتشار وكذلك تستخدم في عملية حماية المرافق العامة والموارد الطبيعية والطريقة الثانية في المعالجة الميكانيكية استخدام الشافطات حيث يتم من خلالها شفط البقع الزيتية حيث يتم انزالها في المنطقة المنجزة بها بواسطة الحواجز المطاطية كما انها تدعم بخزانات تجميع الزيوت، اما الطريقة الثانية في معالجة التلوث فيتم عن طريق المعالجة الكيميائية عن طريق استخدام المشتتات الزيتية وهي عبارة عن مواد كيميائية تعمل على تشتيت البقع الزيتية الى بقع صغيرة مختلطة بالماء ويتم استعمال وحدات رش خاصة لعملية رش المشتتات عن طريق الجو بواسطة طائرة او عن طريق البحر باستخدام سفينة بتركيب الاجهزة المستعملة لهذا الغرض.

صندوق التعويضات

انضمت السلطنة الى بروتوكول 92 بشأن تعديل الاتفاقية الدولية لعام 1969م الخاصة بالمسؤولية المدنية عن الضرر الناجم من التلوث النفطي وبروتوكول عام 1992 لتعديل الاتفاقية الدولية لعام 1971 بانشاء صندوق دولي للتعويض عن اضرار التلوث النفطي (لندن) بموجب المرسوم السلطاني رقم 57/94 الصادر بتاريخ 5 يونيو 1994م ومن اهم اهداف الاتفاقية تسهيل التعاون الدولي والمساعدة المتبادلة في حالات الاستعداد والاستجابة لحوادث تلوث النفط الكبيرة وتشجيع الدول على الاعداد والمحافظة على القدرات الملائمة للتعامل مع الحالات الطارئة للتلوث الزيتي.
وتعوض الاتفاقية عن الاضرار الناتجة عن الظواهر الطبيعية غير العادية والاضرار الناجمة من طرف ثالث والاضرار الناجمة نتيجة اهمال لدى الجهات المختصة في ادوات الملاحة البحرية ويتم التعويض عن ثلاثة مستويات الاول في حدود 10 ملايين دولار امريكي والمستوى الثاني في حدود 80 مليون دولار امريكي والمستوى الثالث اكثر من 80 مليون دولار امريكي، وتمويل الصندوق يتم عن طريق رسوم للشحنات للجهات المستوردة للنفط ولا تدفع السلطنة اي مساهمات للصندوق.

رمال عُمان
12-05-2006, 03:10 PM
شي جميل

شكرا اخي الكريم