مشاهدة النسخة كاملة : حكاية (تكضي)


سكون
09-05-2006, 08:29 PM
كان في زمن الملك كسرى رجل كريم الحسب والنسب ، عنده ولد أسمه (مْجَدَلْ) تربى على العز والدلال ، وكان ذكياً شجاعاً جميل الطلعة سالم الجسد ، وفي يوم من الأيام ، نهض الولد من نومه وذهب الى أبيه وقص عليه رؤيا رأها في منامنه وهي ( أنه كان جالساً على عرش وعلى رأسه تاج وعلى كتفه الأيمن نجمه وعلى كتفه الأيسر نجمه ) فرح أبوه ، وطلب من أبنه أن لا يقص رؤياه على أحد ، وأن يتمسك بقول كلمة واحدة هي ( تكضي ) فنفذ وصية أبيه وعاهد نفسه على أن لا يترك تلك الكلمة أبداً . فهو يرددها عندما تسأله أي سؤال . ما أسمك ؟ يقول تكضي ، ماذا تأكل وماذا تشرب ؟ تكضي .. ماذا تريد ؟ تكضي .. وهكذا تكضي .. تكضي .
حتى أصبح الناس يسمونه ( بأبي تكضي ) بدلاً من أسمه ( مجدل ) ولما ضاق به هام على وجهه في البراري ، وتغيرت أحواله وصار مثل المجنون لا ليله ليل ولا نهاره نهار ، تعبان ، جوعان ، ينام في المزارع وفي يوم من الأيام وصل الى الشام الى حديقة كبيرة ونام نوماً عميقاً تحت ظل شجرة عالية .. وكانت هذه الحديقة هي حديقة قصر ملك الشام . لا يستطيع الدخول اليها سوى الطيور التي في السماء ، وكيف ساقته قدماه اليها دون أن يراه أحد ، لست أدري .. رُبما كانت مشيئة الله .. على أية حال ، كان للملك هذا بنت مُدللة جميلة ورقيقة ، تجعل القلب يخشع لها ، ولا يستطيع أحد أن يراها لا من الحشم ولا من الخدم وكانت لهذه الأميرة خادمة تنفذ طلباتها .
نهضت الأميرة على عادتها مثل كُلَ صباح ونظرت بأتجاه الحديقة وإذا بها ترى شيئاً غريباً لم تألفه . نادت خادمتها ، وطلبت منها أن تذهب الى الحديقة لتعرف ذلك الشيء الغريب ، ذهبت الخادمة وإذا بها ترى ( مجدل ) مطروحاً على الأرض مثل الميت ، صاحت به من أنت !؟ ومن الذي أتى بكَ الى هُنا ؟ ولم يجبها بغير كلمة واحدة هي
( تكضي ) ، رجعت الخادمة بسرعة وأخبرت أميرتها بالذي رأته فأستغربت الأميرة وتحيرت منه ، وقالت يجب أن أعرف حقيقة هذا الرجل . بعدها أحضرته ، وطلبت من الخادمة أن لا تخبر أحداً بالأمر ثم أرسلته الى الحمام وأحضرت له ملابساً جميلة وأكلاً لذيذاً . وكل يوم كانت تكلمه وهو يُرد عليها بكلمة ( تكضي ) وظلت صابرة على ذلك ، بعد أن أستعملت معه كل حيلها لتعرف سره وسر كلمة تكضي . مكث عندها لمدة سنتين وكانت تعامله كشقيق لها ، وفجأة تحدث ضجة في قصر الملك وسببها أن الملك كسرى أرسل رسولاً ومعه حزورة فإذا حلها ملك الشام يتحالف معه وإذا لم يتمكن من حلها تقوم الحرب بينهما وأعطى ملك الشام مدة أسبوعين ليرد عليه . وأنقضت منها ثمانية أيام . لم يتمكن الملك ولا حكومته ولا الشعب من أن يحلوا لغز الحزورة . أخذت الأميرة تنحب وتبكي على والدها ، وحاربت النوم والأكل وحزن عليها ( مجدل ) وهو لا يدري ما السبب ، فجاء يواسيها بكلمة تكضي .. فأنتهزت الأميرة هذه الفرصة وحكت الأمر له حتى صار يبكي .. لانه يعرف الحل ولا يستطيع أن ينقض العهد الذي قطعه على نفسه وفي اليوم الثالث عشر دق بوق النفير العام استعداداً للحرب مع الملك كسرى ، فقال
( مجدل ) سأحلها لهم وأرجع الى عهدي ، وكانت الحزورة هي فرَسَانْ يشتركون في اللون والشكل والحجم والهيئة والسرعة . المطلوب معرفة الأُم من بنتها ، وجاء
( مجدل ) الى الأميرة وقال أسمعي .. حل الحزورة هو أن يذهب الفرَسَانْ الى الماء والتي تشرب أولاً هي الأم ، فركضت الأميرة الى أبيها واخبرته بالحل وبأنها صاحبة هذا الحل لأنها خافت من قول الصراحة وفعلوا ذلك وأنتهت المشكلة .
لكن هذا الأمر أغضب كسرى وراح يبحث عن حزورة أقوى وسار في حديقته يفكر ويفكر حتى وجد تفاحتين بنفس الحجم واللون والشكل ولكن واحدة من العام الماضي والأخرى من العام الحالي ووضع بينهما علامة وعرض التفاحتين على حاشيته لمعرفة أي التفاحتين من العام الماضي وأيهما من العام الحالي ولم يتمكن أحد من معرفة ذلك ، فأرسل هذه الحزورة الى ملك الشام وأعطاه مدة أسبوع .. عجز ملك الشام وحاشيته وعجزت الأميرة وأنتهت المدة والناس في حيرة لا يعرفون ما العمل .
أما صاحبنا .. فلا ينطق إلا بكلمة ( تكضي ) وأزاء هذا قررت الأميرة أن تنتحر ومسكت السكين – وأرادت أن تقتل نفسها ، لكن ( مجدل ) حال بينها وبين الموت .. قائلاً للأميرة ضعي التفاحتين في إناء فيه ماء فالتفاحة التي تهبط الى أسفل الأناء تعود للعام الحالي ، والتي تطفو تعود للعام الماضي ، ولما وصل الحل الى الملك كسرى جن لذكاء أبن ملك الشام وقرر أن يرى هذا الأبن ويسأله بعض الأسئلة وأرسل الوفود لدعوته .
لكن هذا الطلب وقع على رأس ملك الشام كالصاعقة لأنه لا يستطيع أن يرسل أبنته الوحيدة ولما علمت الأميرة بذلك ذهبت الى والدها وطلبت منه الأمان وتحدثت له عن
( مجدل ) منذ رأته في الحديقة ، ففرح الملك بذلك وأخبر حاشيته بأنه سيرسل ولداً أختاره ، وسيقول لكسرى أنه أبن ملك الشام وأرسلوا مجدل الى كسرى في موكب مُهيب ، ولما وصل الموكب أيوان كسرى وجد الطريق مفروش بالفرش الثمينة . ولم ينزل من حصانه بل مشى به فوقها حتى وصل باب الإيوان فنزل من الحصان ودخل ولم يجلس إلا على عرش الملك ، والإيوان مزدحم بالأمراء والوزراء ، وعملوا ندوة مع مجدل يسألونه وهو يرد بلسان فصيح ورأي صريح حتى سحر الحاضرين بذكاءه وحُسن تصرفه ومن الذين سحرهم أبنة الملك كسرى وهي تنظر اليه وتسمع ما يقوله من وراء حُجاب . فرحب به كسرى وأكرمه ووهبه أبنته ، فشكره على جميل معروفه وقال له بأنه مرتبط بقران أبنة عمه ، فصاحت أبنة كسرى من مكانها لا يُهمني ذلك يا والدي ، وأنني راضية به ، وأريد الزواج منه .. ورجع بها الى الشام وهناك أستُقبلَ أستِقبال الأبطال وبعد فترة قصيرة مرض الملك وقبلَ أن يموت أوصى له بالمُلك ، وصار ملكاً على الشام وجلس على العرش والتاج فوق رأسه .. وأميرة كسرى عن يساره وأميرة ملك الشام عن يمينه ، وبعدها أرسل بطلب أمه وأبيه فوجدهما في حالة عوز وشقاء وأخبرهما بالتزامه بكلام والده حول الرؤيا وحكى للشعب قصته وحكم بين الناس بالعدل وظل بين الكوكبتين الأميرتين حتى وفاته .. ولكم الرُمان ولنا القشور .

منقول

آسر القلوب
09-05-2006, 09:42 PM
قصة رائعة تشكري عليها سكووون..
بس بعدنا نريد نعرف معنى كلمة تكضي..؟؟

الفارس البلوشي
10-05-2006, 02:03 PM
فعلا قصه رائعه

لكي جزيل الشكر أختي سكون .

الغرام العذب
10-05-2006, 03:25 PM
مشكورة أختي سكون على القصه

غزل
10-05-2006, 05:54 PM
قصه حلووووووووه

بس ودي اعرف معنى كلمة ((( تكضي ))))))

سكون
11-05-2006, 10:15 AM
مشكورين اخواني على مروركم الطيب
واذا تبون تعرفون معنى كلمة تكضي شوفوا ودوروا يمكن تعرفون لاني بصراحه ما اعرفها بس عجبتني القصه وحبيت انقلها لكم.

الله يوفقكم ويحفظكم