COMANDER
23-04-2008, 04:06 PM
لخسائر الأمريكية في العراق
بين الواقع والتظليل
1. قرار الحرب من أصعب وأخطر القرارات السياسية التي يجب ان يخضع الى موازنة دقيقة بين الأهداف وحجم التضحيات المتوقعه والقائد الناجح الذي يحقق أهداف بأقل التضحيات البشرية والخسائر المادية ومنذ القرن الماضي أصبحت الحروب من سمات الاستراتيجية الأمريكية لفرض ارادتها على الآخرين وضمان مصالحها ومصالح حلفائها في بقاع شتى من العالم.
2. لانريد البحث مطولاً في قرار الأدارة الأمريكية بغزو العراق في آذار عام 2003 حيث تم تغطيته بشكل واضح في الذكرى الخامسه لاندلاع هذه الحرب وأستخلص الجميع بأن القرار كان خاطئاً بل كارثياً في كل القياسات والاعتبارات وان هذه المغامره الطائشة لم تحقق اي هدف معلن او حتى سري وان الادارة الامريكية تعيش مأزق كبير وقواتها في العراق تغوص في مستنقع لاأمل بالخروج منه تتحمل خسائر جسيمه بالأفراد والمعدات والأسلحة والأموال .
3. أتبع الجيش الامريكي سياقات لتظليل الرأي العام الدولي والامريكي في موضوع حجب الخسائر المعلنة في حرب فيتنام التي بلغت 58 ألف قتيل حيث يعلن عن اعداد اقل من الخسائر الحقيقية وحتى في موضوع نقل جثث القتلى الى الولايات الامريكية يتم تسليمها الى ذويها على شكل وجبات صغيرة ( بالتقسيط ) لعدم أثارة الشعب والحركات المناهضة للحرب واستغلال ذلك سياسياً.
4. والتأريخ يعيد نفسه فالجيش الامريكي اعتمد السياسات ذاتها في موضوع الخسائر البشرية والمادية في العراق حيث تعلن القوات الامريكية عن اعداد خسائر اقل من الواقع كثيراً بينما في الميدان والشهود العيان يقدرون الخسائروخاصة في السنوات الاربع الاولى للأحتلال أضعاف مايذكر فلا يعقل ان يقتل جندي في تدمير عجلة نوع ( هامفي ) تدميراً كاملاً وهي تحمل على الاقل أربعة جنود واحتمال ان يكون بينهم ضباط ولايعقل تدمير طائرة سمتية ينجم عنه قتل او جرح جندي او اثنين وفي الوقت ذاته لاتذكر الخسائر التي تحدث في القواعد والمعسكرات في عموم العراق نتيحة الضربات المركزة والدقيقة بالصواريخ والهاونات وامثلة كثيرة في الميدان يعرفها ويقدرها العراقيين وبمقدمتهم ابناء القوات المسلحة وفصائل المقاومة الباسلة .
5. الامر الذي أثار دهشة العراقيين منذ بداية الأحتلال واستغرابهم هو قيام الجيش الامريكي بالقاء جثث قتلاه في بحيرة الحبانية وفي نهري دجلة والفرات ودفن قسم آخر منهم في الوديان والصحارى في محافظة الانبار وبقية المناطق وفي عام 2004 انتشل مزارع من نهر دجلة جنوب بغداد اكثر من 20 جثة وبفترات متقاربة لاشخاص يرتدون الملابس العسكرية الامريكية وجرى دفنها على اليابسة في حوض النهرو بعد التحري عن هذا الموضوع تم التوصل الى ان هؤلاء القتلى الذين يجري التخلص من جثثهم هم من جنسيات مختلفة تطوعوا في الجيش الامريكي للحصول على الجنسية الامريكية ليس لديهم عوائل في امريكا تسأل عنهم يسمون بمقاتلي البطاقة الخضراء( green card)!
6. أعلن يوم 24 آذار 2008 رسمياً عن بلوغ عدد القتلى العسكريين الامريكان في العراق 4000 جندي والخسائر الحقيقية هي اضعاف هذا العدد المعلن واعلن الرئيس الامريكي عن حزنه ولكنه تمسك بعناد بصواب قرار الحرب !!
7. للوقوف على الخسائر الحقيقية لقوات الاحتلال في العراق لابد من حساب واضافة مايلي:
ا. اعداد الجنود الامريكان القتلى والذين تنقل جثثهم الى داخل الولايات المتحده واعداد قتلى الجيوش التي شاركت في الغزو ومازالت قسم من قواتها عاملة على ارض العراق بمقدمتها الجيش البريطاني و ( 19 ) قوة من دول مختلفة منها غادر العراق والقسم الأخر باق.
ب. اعداد الجنود القتلى من جنسيات عدة والمتطوعين لاغراض الحصول على الجنسية الامريكية والذين يجري التخلص من جثثهم داخل الارض العراقية من حملة البطاقات الخضراء .
ج. القتلى المرتزقة من شركات الحماية والشركات الامنية الذي يفوق عددهم عديد القوات الامريكية في العراق.
د. القتلى من الموظفين الامريكيين والبريطانيين والمتعاقدين و العاملين في السفارات ودوائر المخابرات والمستشارين في الوزارات العراقية.
هـ. القتلى من الشركات المسؤولة عن الدعم اللوجستي ونقل مواد التموين ( الوقود – الاغذية – المياه )
و. القتلى من الاجانب العاميلين في القواعد والمعسكرات الامريكية من عمال بناء وتغذية وخدمات.
ز. حالات الانتحار بين صفوف الجنود العاملين في العراق والعائدين منهم الى امريكا.
8. ان التقديرات الحقيقية لخسائر قوات الاحتلال لاتقل عن 20 الف قتيل و50 الف جريح ومعاق هذا فضلاً عن ازدياد الامراض النفسية بسبب ضغط الحرب . وحساب الضباط القتلى والجرحى يكون ضابط واحد لكل ( 30 ) جندي( ملاك الفصيل) اما الخسائر المادية بالاسلحة و المعدات و التجهيزات فهي كبيرة وخاصة التي حدثت نتائج عمليات المقاومة لعراقية واستخدام العبوات الناسفة بشكل واسع ومؤثر. وصرفيات الحرب كما اعلن البنتاغون قد تجاوزت 600 مليار دولار وبصرفيات شهريه تقدر ب 12 مليار دولار.
وبتقدير قيادات الجيش الامريكي ان الجيش اصبح اليوم ضعيف ومنهك وغير قادرعلى
خوض حرب جديدة وغير قادر على حسم الموقف لصالحه وأعلنت قيادات أخرى عن الحاجة الى تجديد وتحديث المعدات والاسلحه التي استهلكت في الحرب وخاصة القوات الجوية .
9. من مجمل ما تم ذكره نتستنتج مايلي:
ا. رفض اغلبية الشعب العراقي للاحتلال وان وطنه سيبقى عصياً على الاجنبي.
ب. فعل المقاومة العراقية كان ومايزال مؤثرا ًمقابل التفوق العسكري في البر والجو لقوات الاحتلال .
ج. ان الارقام الحقيقية هي اضعاف المعلن و الجيش الامريكي يمارس سياسة التظليل خشية الرأي العام الدولي والمحلي وان تستخدم الارقام لاغراض سياسية كما يجري حاليا في حملة الانتخابات الامريكية جارية .
د. عند مقارنة الخسائر الامريكية في فيتنام 58 الف جندي وفي كوريا 36 الف جندي وخسائرهم اليوم في العراق نجد ان الخسائر في العراق تعتبر بالمحصلة النهائية هي الاعلى للاسباب التالية:
اولاً. المقاومة الفيتنامية كانت تستند الى دولة فيتنام الشمالية بينما المقاومة العراقية داخل الاراضي الوطنية ولايوجد لها عمق في دولة مجاورة.
ثانياً. دول عدة وبمقدمتهاالاتحاد السوفيتي والصين ودول الكتلة الشرقية وقسم من (الدول العربية)قدمت دعماً سياسياً وعسكرياً غير محدود للمقاومة الفيتنامية بينما تعتمد المقاومة العراقية على امكاناتها الذاتية المحدودة وسط تعتيم اعلامي مظلل وحصار محسوب.
ثالثاً: تطور القدرات التسليحية للجيش الامريكي ووسائل الحماية لعناصره وفي مختلف الصنوف والقوات عن حرب فيتنام وكوريا.
رابعاً: تطور الخدمات الطبية للجيش الأمريكي وأساليب الأخلاء من الميدان .
9- في الختام تبقى ارادة الشعوب ومقاومتها التي تسعى الى الحرية والاستقلال والسيادة هي اقوى من الاحتلال والاستعمار مهما امتلك من وسائل واسلحة وامكانيات عسكرية وسياسية.و تجارب الحروب والتاريخ تظهر دوماً هروب قوات الاحتلال في النهاية وبالتاكيد سيكون مصير الجيش الامريكي والادارة الامريكية الهروب من العراق يلاحقها عار الهزيمة كما لاحقها في فيتنام لعقود طويلة والحرب مازالت مستمرة والايام القادمة ستكون عجاف على قوات الاحتلال.
مركز التحرير للدراسات الأستراتيجية
بين الواقع والتظليل
1. قرار الحرب من أصعب وأخطر القرارات السياسية التي يجب ان يخضع الى موازنة دقيقة بين الأهداف وحجم التضحيات المتوقعه والقائد الناجح الذي يحقق أهداف بأقل التضحيات البشرية والخسائر المادية ومنذ القرن الماضي أصبحت الحروب من سمات الاستراتيجية الأمريكية لفرض ارادتها على الآخرين وضمان مصالحها ومصالح حلفائها في بقاع شتى من العالم.
2. لانريد البحث مطولاً في قرار الأدارة الأمريكية بغزو العراق في آذار عام 2003 حيث تم تغطيته بشكل واضح في الذكرى الخامسه لاندلاع هذه الحرب وأستخلص الجميع بأن القرار كان خاطئاً بل كارثياً في كل القياسات والاعتبارات وان هذه المغامره الطائشة لم تحقق اي هدف معلن او حتى سري وان الادارة الامريكية تعيش مأزق كبير وقواتها في العراق تغوص في مستنقع لاأمل بالخروج منه تتحمل خسائر جسيمه بالأفراد والمعدات والأسلحة والأموال .
3. أتبع الجيش الامريكي سياقات لتظليل الرأي العام الدولي والامريكي في موضوع حجب الخسائر المعلنة في حرب فيتنام التي بلغت 58 ألف قتيل حيث يعلن عن اعداد اقل من الخسائر الحقيقية وحتى في موضوع نقل جثث القتلى الى الولايات الامريكية يتم تسليمها الى ذويها على شكل وجبات صغيرة ( بالتقسيط ) لعدم أثارة الشعب والحركات المناهضة للحرب واستغلال ذلك سياسياً.
4. والتأريخ يعيد نفسه فالجيش الامريكي اعتمد السياسات ذاتها في موضوع الخسائر البشرية والمادية في العراق حيث تعلن القوات الامريكية عن اعداد خسائر اقل من الواقع كثيراً بينما في الميدان والشهود العيان يقدرون الخسائروخاصة في السنوات الاربع الاولى للأحتلال أضعاف مايذكر فلا يعقل ان يقتل جندي في تدمير عجلة نوع ( هامفي ) تدميراً كاملاً وهي تحمل على الاقل أربعة جنود واحتمال ان يكون بينهم ضباط ولايعقل تدمير طائرة سمتية ينجم عنه قتل او جرح جندي او اثنين وفي الوقت ذاته لاتذكر الخسائر التي تحدث في القواعد والمعسكرات في عموم العراق نتيحة الضربات المركزة والدقيقة بالصواريخ والهاونات وامثلة كثيرة في الميدان يعرفها ويقدرها العراقيين وبمقدمتهم ابناء القوات المسلحة وفصائل المقاومة الباسلة .
5. الامر الذي أثار دهشة العراقيين منذ بداية الأحتلال واستغرابهم هو قيام الجيش الامريكي بالقاء جثث قتلاه في بحيرة الحبانية وفي نهري دجلة والفرات ودفن قسم آخر منهم في الوديان والصحارى في محافظة الانبار وبقية المناطق وفي عام 2004 انتشل مزارع من نهر دجلة جنوب بغداد اكثر من 20 جثة وبفترات متقاربة لاشخاص يرتدون الملابس العسكرية الامريكية وجرى دفنها على اليابسة في حوض النهرو بعد التحري عن هذا الموضوع تم التوصل الى ان هؤلاء القتلى الذين يجري التخلص من جثثهم هم من جنسيات مختلفة تطوعوا في الجيش الامريكي للحصول على الجنسية الامريكية ليس لديهم عوائل في امريكا تسأل عنهم يسمون بمقاتلي البطاقة الخضراء( green card)!
6. أعلن يوم 24 آذار 2008 رسمياً عن بلوغ عدد القتلى العسكريين الامريكان في العراق 4000 جندي والخسائر الحقيقية هي اضعاف هذا العدد المعلن واعلن الرئيس الامريكي عن حزنه ولكنه تمسك بعناد بصواب قرار الحرب !!
7. للوقوف على الخسائر الحقيقية لقوات الاحتلال في العراق لابد من حساب واضافة مايلي:
ا. اعداد الجنود الامريكان القتلى والذين تنقل جثثهم الى داخل الولايات المتحده واعداد قتلى الجيوش التي شاركت في الغزو ومازالت قسم من قواتها عاملة على ارض العراق بمقدمتها الجيش البريطاني و ( 19 ) قوة من دول مختلفة منها غادر العراق والقسم الأخر باق.
ب. اعداد الجنود القتلى من جنسيات عدة والمتطوعين لاغراض الحصول على الجنسية الامريكية والذين يجري التخلص من جثثهم داخل الارض العراقية من حملة البطاقات الخضراء .
ج. القتلى المرتزقة من شركات الحماية والشركات الامنية الذي يفوق عددهم عديد القوات الامريكية في العراق.
د. القتلى من الموظفين الامريكيين والبريطانيين والمتعاقدين و العاملين في السفارات ودوائر المخابرات والمستشارين في الوزارات العراقية.
هـ. القتلى من الشركات المسؤولة عن الدعم اللوجستي ونقل مواد التموين ( الوقود – الاغذية – المياه )
و. القتلى من الاجانب العاميلين في القواعد والمعسكرات الامريكية من عمال بناء وتغذية وخدمات.
ز. حالات الانتحار بين صفوف الجنود العاملين في العراق والعائدين منهم الى امريكا.
8. ان التقديرات الحقيقية لخسائر قوات الاحتلال لاتقل عن 20 الف قتيل و50 الف جريح ومعاق هذا فضلاً عن ازدياد الامراض النفسية بسبب ضغط الحرب . وحساب الضباط القتلى والجرحى يكون ضابط واحد لكل ( 30 ) جندي( ملاك الفصيل) اما الخسائر المادية بالاسلحة و المعدات و التجهيزات فهي كبيرة وخاصة التي حدثت نتائج عمليات المقاومة لعراقية واستخدام العبوات الناسفة بشكل واسع ومؤثر. وصرفيات الحرب كما اعلن البنتاغون قد تجاوزت 600 مليار دولار وبصرفيات شهريه تقدر ب 12 مليار دولار.
وبتقدير قيادات الجيش الامريكي ان الجيش اصبح اليوم ضعيف ومنهك وغير قادرعلى
خوض حرب جديدة وغير قادر على حسم الموقف لصالحه وأعلنت قيادات أخرى عن الحاجة الى تجديد وتحديث المعدات والاسلحه التي استهلكت في الحرب وخاصة القوات الجوية .
9. من مجمل ما تم ذكره نتستنتج مايلي:
ا. رفض اغلبية الشعب العراقي للاحتلال وان وطنه سيبقى عصياً على الاجنبي.
ب. فعل المقاومة العراقية كان ومايزال مؤثرا ًمقابل التفوق العسكري في البر والجو لقوات الاحتلال .
ج. ان الارقام الحقيقية هي اضعاف المعلن و الجيش الامريكي يمارس سياسة التظليل خشية الرأي العام الدولي والمحلي وان تستخدم الارقام لاغراض سياسية كما يجري حاليا في حملة الانتخابات الامريكية جارية .
د. عند مقارنة الخسائر الامريكية في فيتنام 58 الف جندي وفي كوريا 36 الف جندي وخسائرهم اليوم في العراق نجد ان الخسائر في العراق تعتبر بالمحصلة النهائية هي الاعلى للاسباب التالية:
اولاً. المقاومة الفيتنامية كانت تستند الى دولة فيتنام الشمالية بينما المقاومة العراقية داخل الاراضي الوطنية ولايوجد لها عمق في دولة مجاورة.
ثانياً. دول عدة وبمقدمتهاالاتحاد السوفيتي والصين ودول الكتلة الشرقية وقسم من (الدول العربية)قدمت دعماً سياسياً وعسكرياً غير محدود للمقاومة الفيتنامية بينما تعتمد المقاومة العراقية على امكاناتها الذاتية المحدودة وسط تعتيم اعلامي مظلل وحصار محسوب.
ثالثاً: تطور القدرات التسليحية للجيش الامريكي ووسائل الحماية لعناصره وفي مختلف الصنوف والقوات عن حرب فيتنام وكوريا.
رابعاً: تطور الخدمات الطبية للجيش الأمريكي وأساليب الأخلاء من الميدان .
9- في الختام تبقى ارادة الشعوب ومقاومتها التي تسعى الى الحرية والاستقلال والسيادة هي اقوى من الاحتلال والاستعمار مهما امتلك من وسائل واسلحة وامكانيات عسكرية وسياسية.و تجارب الحروب والتاريخ تظهر دوماً هروب قوات الاحتلال في النهاية وبالتاكيد سيكون مصير الجيش الامريكي والادارة الامريكية الهروب من العراق يلاحقها عار الهزيمة كما لاحقها في فيتنام لعقود طويلة والحرب مازالت مستمرة والايام القادمة ستكون عجاف على قوات الاحتلال.
مركز التحرير للدراسات الأستراتيجية