مشاهدة النسخة كاملة : النشاط الأقتصادي في عمانً


فارس الفرسان
19-03-2008, 04:29 PM
النشاط الاقتصادي في عمان :

النشاط الزراعي:
من المعلوم ان عمان تقع على مدار السرطان , ففيهـا يتجلى المناخ الصحراوي بأجلى ظاهره وتـندر فيها الامطــار, ويتصف النشاط الزراعي في عمان بالازدهار لوجود عوامل عدة منها صلاحية التربة خصوصاً في سفوح الجبال وفي الوديان، كما تشتهر عمان بإنتاج اللبان وبالخيول العربية الأصيلة.
ومن العوامل أيضاً مناسبة المناخ واتساع رقعة البلاد وتنوع تضاريسها وهذا يؤدي إلى تنوع المحاصيل الزراعية.

أما العامل الأساسي فهو الماء، حيث توفر عن طريق الأفلاج التي تعتبر من أهم المصادر بجانب الآبار والأمطار الموسمية.

وتبدأ عملية حفر الفلج بتحديد مواقع خزانات المياه الجوفية الناتجه من ترسب مياه الامطار في الاماكن الجبلية المرتفعه ، ثم حفر بئر لتحديد مستوى الماء وربطه بمستوى السهل المطلوب إيصال الماء إليه.
ثم تأتي عملية شق الفلج بتدرج ودقة هندسية وقد روعي في عند الحفر التدرج في العمق حسب ارتفاع سطح الارض مما يساعد على جريان المياه بطريقة سلسه منتظمه, وقد وضعت احكاما وقوانين يتـم من خلالها توزيع ماء الفلج توزيعا عادلا , وقد جاء هذا التوزيع أو التقسيم وليد خبرة قرون طويلة ومتوارثه , واستخدمت عدة ضوابط للتقسيم وقد اعتمدت هذه الضوابط على الفلك والنجوم وإختلاف الظل ساعات النهار .

كما توجد بعض العيون التي لا تنقطع طوال السنة ومنها العيون الحارة كعين الكسفة في ولاية الرستاق وعين الثواره في ولاية نخل، وبعض العيون المعدنية ذات الفائدة الصحية.
تنتج عمان محاصيل زراعية متنوعة منها التمور , حيث تنتج انواعا متعدده جيدة , وتنتج عمان ايضا الموز والرمان والتين والعنب والنبق والسفرجل والحنطه والشعير والارز وقصب السكر والانبج وهو نوعان احدهما ثمرته تشبه اللوز , وهو حلو والآخر ثمرته تشبه الأجاص .
وتنتج عمان ايضا بعض المحاصيل الزراعية التي كانت لها في التاريخ القديم والوسيط اهمية كبيرة لأستعمالها في البلاد المحتضرة آنذاك لاغراض صناعية وحضارية متعدده .
ومن هذه المنتوجات التي تنتجها عمان اللبان, وهو العلك , وينقل ابن البيطار عن ابي حنيفه الدينوري انه قال (( اخبرني اعرابي من اهل عمان انه قال اللبان لايكون الا بالشحر شحر عمان , وهي شجرة مشوكة لا تنمو اكثر من ذراعين ولا تنبت الا بالجبال ليس في السهل منها شي ولها ورق مثل ورق الآس وتمر مثل ثمره له مرارة في الفم وعلكه الذي يمضغ ويسمى الكندر )).

ومن النباتات التي تنمو بعمان ايضا المقل , وهو من النباتات التي اشتهرت استعمالاتها في العصور القديمة والوسطى وهو يشبه الكندر ويستعمل في الادوية, وينقل ياقوت عن ابي حنيفه الدينوري قوله ان (( المقل الذي يتداوى به هو صمغ كالكندر احمر طيب الرائحة ...))
وتنتج عمان ايضا الضجاج وهو ينمو في جبل قهوان ويشبه شجر اللبان وينتج صمغا ابيض يستعمل لتنظيف الملابس وشعر الرأس.

وتنتج عمان ايضا الحمر وهو التمر الهندي ويستعمل في الطبخ . ومن الشجر الطيب الرائحة الكاذي ويطيب به الدهن , حيث يقطع من طلعها ويلقى في الدهن فتطيب رائحته.

التجارة والملاحة:
كان موقع عمان وطول سواحهلها مما دفع أهلها كالأزد إلى ركوب البحر واستغلاله في أرزاقهم، ويتميز هذا الموقع باستراتيجيته وربطه بين حضارات مختلفة، وقد صار هناك الموقع تحت سيطرة المسلمين الذين قاموا بنشر الإسلام من خلال رحلاتهم التجارية كرحلة أبي عبدالله بن القاسم إلى الصين لأول مرة وكانت في العصر الاموي ، ورحلات كثيرة إلى شرقي أفريقيا والهند وسواحل بحر العرب والمحيط الهادي.

وقد كانت المدن الساحلية كمسقط والبصرة موانئ تصل الشرق بالغرب عن طريق البحر، مثل طريق الخليج الذي ازدهر في العصر العباسي، ومثال آخر في شرق أفريقية حيث أنشأ العمانيون مركزاً للنشاط التجاري بينه وبين عُمان.

وتعد الجزيرة العربية وشرق إفريقيا وجنوب آسيا الاتجاهات الثلاث الأساسية للنشاط التجاري لعُمان، وكان الأمن الذي وفره الإسلام حافزاً لمزيد من التوسع والازدهار ومزيد من الخبرة أضيفت إلى خبرات أجدادهم قبل الإسلام، ومن هذه الخبرات ما نجده لدى الملاح الشهير أحمد بن ماجد.

ومن الموانئ الشهيرة في تاريخ عُمان صحار حيث التجار والتجارة والأسواق والمال والخبرات، إضافة إلى ميناء ظفار حيث تستورد الهند الخيول الأصيلة عن طريقه، في حين يحصل أهل ظفار على حاجتهم من الأرز من الهند، وبلغ من حرصهم على التجارة استقبالهم مراكب الهند بالوفود من عند السلطان وحسن الضيافة فيشجع ذلك على التردد على موانئ ظفار كصور وقلهات ومما يرغب في ذلك أيضاً حسن أخلاق أهلها كالتواضع وصحبة الغرباء، وكذلك أحلاق السلطان الذي ليس بينه وبين الناس حاجب ولا يمنع أحداً من الدخول ويكرم الضيف، واستتاب الأمن كان في الموانئ كان دافعاً أيضاً للتوجه إليها.

لتجار عمان الفل في نقل بعض أنواع النباتات من الهند والشرق إلى العراق وتصدير السمك المجفف وجلب العاج من أفريقيا، بل إنهم أسهموا بدور كبير في تجارة الفلفل والبخور الذين اشتد الطلب عليهما في أوروبا في العصور الوسطى، ومن أهم السلع التي اشتهرت عمان بتصديرهاالنحاس واللبان واللؤلؤ , وقد عرفت في عمان منذ القديم مغاصات اللؤلؤ وخاصة عند مدينة مسقط وصور وكان لؤلؤةا من النوع الجيد , ومن اشهرها الدرة التؤامية المنسوبة الى توءام احدى مدن عمان .

ومن لآليء عمان المشهورة هي الدرة اليتيمية التي استخرجت من عمان في اوائل العصر العباسي واشتراها هارون الرشيد بسعين الف درهم , كما اشترى لؤلؤة اخرى استخرجت معها وكانت اصغر منها بثلاثين الف درهم.

إن ظهور جاليات كبيرة من المسلمين في شرق إفريقيا وجنوب آسيا وشرقها يعزى إلى سلوك التجار المسلمين الذين كانوا يترددون إليها وحسن أخلاقهم، وهذا الظهور يشجع التجار على مزيد من التردد على هذه المناطق ومنها كانتون في الصين حيث كان يحكم الجالية حاكم مسلم، ورافق انتشار الإسلام دخول كثير من الألفاظ العربية إلى لغات تلك المناطق.

لقد مرت طريق الخليج بفترة كساد نتيجة لسيطرة المغول وتحول النشاط البحري إلى ميناء وإن كان ذلك لم يؤثر كثيراً على نشاط عمان البحري.

مساهمة العمانيين في الملاحة:
ذكرت المصادر امتداد نشاط العمانيين بعد الاسلام الى جهات بعيدة وسيطرتهم في الغرب على سواحل افريقية الشرقية, ووصولهم الى جزيرة قنبلوا (مدغشقر) وسفالة (موزنبيق) والواق واق , فقد ذكر المسعودي ان المحيط الهندي (( له محيط متصل بأرض الحبشة يمتد الى ناحية بربري من بلاد الزنج والحبشه ويسمى الخليج البربري...)) وقال عن سفاله (( وهي اقاصي بلاد الزنج , واليها تقصد مراكب العمانيين ... وهي غاية مقاصدهم .

وذكر ابن الوردي ان بلاد الزنج (( ومساكنهم من حد الخليج المنصب الى سفالة الذهب والواق واق ... وليس لهم مراكب بل تدخل اليهم المراكب من عمان )).
يتضح من هذه النصوص وجود ملاحة مباشرة , نشطه وواسعة بين افريقية, ونا عمان كانت مركزا لهذه الملاحة وان عمان كانت تقوم بنقل معظم السلع الافريقية .

اما مع الصين فقد كانت ملاحة العرب نشطه ومباشرة في القرن الثالث الهجري , وهي تصل خانفوا أي كانتون الحالية وكان يقوم بمعظم هذه الملاحه أهل عمان وقد وصف المسعودي خانفوا بانها (( مدينة عظيمة على نهر عظيم ... تدخل هذا النهر سفن التجار الواردة من البصرة وسيراف وعمان وغيرها من الممالك بالأمتعه والاجهزة )).
ومن الطبيعي ان العمانيين كانوا يتاجرون ايضا مع المحطات الملاحية والتجارية التي تقع على طريق الصين وقد ذكرت المصادر هذه المحطات واشارت الى تجارة العمانيين , وأهم هذه المحطات هي كله وقد وصفها ياقوت بانها ((فرصة بالهند وهي منتصف الطريق بين عمان والبصرة )).

الصنائع والحرف:
إن قيام صناعات عديدة في عمان يدل على حرص أهلها على استغلال الإمكانات الطبيعية لبلادهم، وعلى مهاراتهم.
ومن هذه الصناعات صناعة السفن وذلك لتفي بحاجتهم من السفن التي تصلح للرحلات الطويلة وتتفق مع طبيعة البحر والتي تستخدم في صنعها الأخشاب القوية المستوردة من الهد كخشب الساج، ومع أن بعض الموانئ العمانية اشتهرت بصناعة السفن إلا أن بعض العمانيين كانوا يصنعونها في الأماكن التي تتوفر بها الخشب بدلاً من نقله إلى بلادهم.

orient
20-03-2008, 11:45 AM
مــــــــــا شاء الله .. موضوعــــ جدا رائعــــــــــا بما يحويـــه من المعلومـــــــات الطيبة ..
شكـــــــــــرا جزيلا أخي النشيـــــــــــط ع تفاعلك وومشاركــــــاتك الجميلة ..بارك الله فيــــك ..

فارس الفرسان
20-03-2008, 04:29 PM
البركة بوجودك أختي Oriant
وشكرا على المرور ،،،