مشاهدة النسخة كاملة : اب يدخل الاسلام على يد ابنه الاعمى!


اسيرة الهوى
25-04-2006, 09:05 AM
لم أكن قد تجاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أول أبنائي ، ما زلت أتذكر تلك الليلة ، كنت سهرانا مع الشلة في إحدى الشاليهات كانت سهرة حمراء بمعنى الكلمة اذكر ليلتها اني اضحكتهم كثيرا ... كنت امتلك موهبة عجيبة في التقليد بامكاني تغيير نبرة صوتي حتي تصبح قريبة من االذي اسخر منة اجل كنت اسخر من هذا وذاك لم يسلم احد مني حتي شلتي .. صار بعض الرجال يتجنبني كي يسلم من لسوتعليقاتي الاذعة
تلك الليلة سخرت من اعمى رايتة يتسول في السوق والادهى اني وضعت قدمي امامة ليتعثر تعثر وانطلقت ضحكتي التي دوت في السوق ... عدت الى بيتي متاخرا وجدت زوجتي في انتظاري..!!كانت في حالة لا يرثى لها! اين كنت يا راشد ؟- ...كنت في المريخ ( اجبتها ساخرا ) عند اصحابي بالطبع -: كانت في حالة لا يرثى لها قالت والعبرة تخفيها ....راشد...انا تعبة جدا.. الظاهر موعد ولادتي صار وشيكا- سقطت دمعة صامتة على جبينها احسست اني اهملت زوجتي كان من المفروض ان اهتم بها واقلل من سهراتي خاصة انها في شهرها التاسع ...قاست زوجتي الآلام يوم وليلة في المستشفى حتى راى طفلي النور... لم اكن في المستشفى ساعتها ..تركت رقم هاتف المنزا وخرجت اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم حين وصلت المستشفى طلب مني ان اراجع الطبيبة .. أي طبيبة ؟!المهم اان ارى ابني سالم ..!! لابد من مراجعة الطبيبة... اجابتني موظفة الاستقبال بحزم.!!صدمت حين عرفت ان ابني اعمى !!!!تذكرت المتسول ...سبحان الله كما تدين تدان لم تحزن زوجتي كانت مؤمنة بقضاء الله راضية..طالما نصحتني طالما طلبت مني ان اكف عن تقليد الاخرين كلا هي لا تسمية تقليد بل غيبة.. ومعها كل الحق لم اكن اهتم بسالم كثيراعتبرتة غير موجود في المنزل حين يشتد بكاءه اهرب الى الصالة لانام فيها ..كانت زوجتي تهتم به كثيرا وتحب ..لحظة لا تظنوا اني اكرهه انا لا اكرههلكن لم استطيع ان احبه!!!!!!! اقامت زوجتي احتفالا حين خطا الخطوة الاولى وحين اكمل الثانية اكتشفنا انة اعرج كلما زدت ابتعادا عنه ازدادت زوجتي حبا واهتماما بسالم حتى بعد ان انجبت عمر وخالد مرت السنوات كنت لاه وغافل غرتني الدنيا وما فيها كنت كاللعبة في يد رفقة السوء من اني كنت اظن اني من يلعب عليهم .ز لم تيأس زوجتي من اصلاحي كانت تدعو لي دائما بالهداية لو تغضب من تصرفاتي الطائشة او اهمالي لسالم واهتمامي بباقي اخوته. كبر سالم ولم امانع زوجتي حين طلبت تسجيله فى احدى المدارس الخاصة بالمعاقين ..لك اكن احس بمرور السنوات ايامي سواء عمل و نوم و طعام وسهر! حتى ذلك اليوم ...كان يوم الجمعة استيقظت الساعة الحادية عشر ظهرا ما زال الوقت مبكرا لكن لا يهم اخذت دوشا سريعا لبست وتعطرت وهممت بالخروج استوقفني منظرة كان يبكي بحرقة !انها المرة الاولى التي ارى فيها سالم يبكي مذ كان طفلا ..ااخرج ...؟..لا.. كيف اتركة وهو في هذة الحالة ؟!اهو فضول ام الشفقة ؟!لا يهم سالتة سالم لماذا تبكي؟ حين سمع صوتي توقف بدا يتحسس ما حولة ..ما به يا ترى ؟!واكتشفت ان ابني يهرب مني !!!.الآن احسست به ..اين كنت منذ عشر سنوات ؟!تبعتة ... كان قد دخل غرفتة.... رفض ان يخبرني في البداية سبب بكائة وتحت اصراري عرفت السبب...تاخر علية شقيقة عمر الذي اعتاد ان يوصلة الى المسجد ،اليوم الجمعة خاف الا يجد مكانا في السطر الاول نادى والدتة لكن لا مجيب حينها وضعت يدي على فمه كاني اطلب منه ان يكف عن حديثة واكملت : حينها بكيتيا سالم لا اعلم ما الذي دفعني لاقول له لا تحزن يا سالم .. هل تعلم من سيرافقك اليوم الى المسجد؟!اجاب اكيد عمر ..ليتني اعلم الى اين ذهب ؟قلت له :لا يا سالم انا من سيرافقك ! استغرب سالم ،لم يصدقظن اني اسخر منه عاد الى بكائه مسحت دموعة بيدي وامسكت يده اردت ان اوصله بالسيارة رفض قائلا : ابي المسجد قريب اريد ان اخطو الى المسجد. لا اذكر متى اخر مره دخلت المسجد ولا اذكر آخر سجدة سجدتها ... هي المرة الاولى التي اشعر فيها بالخوف والندم على ما فرطه طوال السنوات الماضية.مع ان المسجد كان مليئا بالمصلين الا ني وجدت لسالم مكانا في الصف الاول .. استمعنا لخطبة الجمعة معا وصليت بجانبة..بعد انتهاء الصلاة طلب مني سالم مصحفا ززاستغربت كيف سيقرا وهو اعمى؟! هذا ما تردد في نفسي ولم اصرح به خوفا من جرح مشاعرة .. طلب مني ان افتح له المصحف على سورة الكهف ،نفذت ما قال وضع المصحف امامة وبدا في قراة السورة ، يا الله !! انة يحفظ سورة الكهف كاملة وعن ظهر .غيب !!! خجلت من نفسي امسكت مصحفا احسست برشعة في اوصالي قرات وقرات ودعوت ربي ان يغفر لي ويهديني ... هذه المرة انا من بكى حزنا وندما على ما فرطت ولم اشعر الا بيد تمسح عني دموعي لقد كان سالم . عدنا الى المنزل ...كانت زوجتي قلقة كثيرا على سالم لكن قلقها تحول الى دموع حين علمت اني صليت الجمعة مع سالم . من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد ،هجرت رفقاء السوء واصبح لي رفقة خير عرفتها في المسجد ...ذقت طعم الايمان معهم عرفت منهم اشياء كثيرة الهتني عنها الدنيا .. لم افوت حلقة ذكر او قيام ... ختمت القرآن عدة مرات في شهر وانا نفس الشخص الذي هجرتة سنوات !!! رطبت لساني بذكر الله لعليغفر لي على غيبتي وسخريتي من الناس احسست اني اكثر قربا من اسرتي اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم من يراه يظنه ملك الدنيا وما فيها ... حمدت ربي كثيرا وصليت له كثيرا على نعمة .
ذات يوم قرر اصحابي ان يتوجهوا الى احد المناطق البعيدة للدعوة ترددت في الذهاب استخرت الله واستشرت زوجتي توقعت منها ان ترفض لكن حدث العكس !! فرحت كثيرا بل شجعتني حين اخبرت سالم عن عزمي على الذهاب احاط جسمي بذراعية الصغيرين فرحا ووالله لو كان طويل القامة مثلي لما توانى عن تقبيل راسي ... بعدها توكلت على الله وقدمت طلب اجازة مفتوحة بدون راتب من عملي والحمد لله جاءت الموافقة بسرعة اسرع مما تصورت ... تغيبت عن البيت ثلاثة اشهر ونصف ، كنت خلال تلك الفترة اتصل كلما سنحت لي الفرصة بزوجتي واحدث ابنائي ... اشتقت لهم كثيرا ... كم اشتقت لسالم !! تمنيت سماع صوتة هو الوحيد الذي لم يحدثني منذ سافرت .. اما ان يكون في المدرسة واما في المسجد ... كلما احدث زوجتي اطلب منها ان تبلغة سلامي وتقبيلة كانت تضحك حين تسمعني اقول هذا الكلام الا آخر مرة هاتفتها فيها ... لم اسمع ضحكتها المتوقعة تغير صوتها .. قالت لي ان شاء الله . اخيرا عدت الى المنزل طرقت الباب تمنيت ان يفتح سالم لي الباب لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمرة .. حملتة بين ذراعي وهويصيح .. بابا يا بابا يا.. انقبض صدري حين دخلت المنزل استعذت بالله من الشيطان الرجيم . سعدت زوجتي بقدومي لكن هناك شئ ما قد تغير فيها تاملتها جيدا انها نظرات الحزن التي ما كانت تفارقها .. سالتها ما بها ؟! لا شئ .. فجاءة تذكرت من نسيتة للحظات قلت لها : اين سالم ؟! خفضت راسها لم تجب لم اسمع حينها سوى صوت ابني خالد الذي لا يزال يرن في اذني حتى هذه اللحظة ................... بابا ثالم لاح الجنة عند الله . لم تتمالك زوجتي الموقف اجهشت بالبكاء وخرجت من الغرفة عرفت حينها ان سالم اصابتة حمى قبل موعد مجيئي باسبوعين .... احسست ان ما حدث ابتلاء واختبار من الله سبحانة وتعالى ... اجل اختبار واي اختبار ؟! صبرت على مصابي وحمد الله الذي لا يحمد على مكروة سواه .
ما زالت احس بيدة تمسح دموعي وذراعه تحيطني . كم حزنت على سالم الاعمى الاعرج !! لم يكن اعمى انا من كنت اعمى حين انسقت وراء رفقة سوء ... ولم يكن اعرج لانة استطاع ان يسلك طريق الايمان رغم كل شئ . سالم الذي امتنعت يوما من حبة !! اكتشفت اني احبة كثيرا اكثر من اخوتة !!! بكيت كثيرا ... كثيرا ! وما زلت حزينا .. كيف لا احزن وقد كانت هدايتي عل يديه ؟

العنيد
26-04-2006, 07:16 PM
مشكورة اختي علي هذة القصة

رمال عُمان
26-04-2006, 07:28 PM
لكي الشكر على هذة القصه المؤثره بعض الشي ..

تحيتي .

اسيرة الهوى
27-04-2006, 10:02 AM
مشكور اخي غدر الايام على مرورك

اسيرة الهوى
27-04-2006, 10:03 AM
شكرا لك اخي رمال عمان
على مرورك