مشاهدة النسخة كاملة : تفسير آية (11 ) من سورة البقرة


أيمن خالد دراوشة
26-11-2007, 07:24 PM
تفسير آية (11) من سورة البقرة


قال تعالى : ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض

قالوا إنَّما نحن مصلحون ، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)


جاءت هذه الآية الكريمة حكاية عن اليهود الموسومين بالنفاق على اعتبار أنَّهم أشهر المنافقين في الدنيا. ولتكشف لنا بوضوح الاستراتيجية الإعلامية لليهود المبنية على تضخيم الذات ، ونفخها إلـــــى أقصى ما يمكن أن يتصــور تحقيقاً للهيمنة ، والسيطرة على الرأي العام وتضليله. ففي حياة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أفسدوا في الأرض ، وارتكبوا المعاصي ، وبــــــــدا فسادهم واضحاً جلياً لا يُنكر ، .. فإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض.. لوضوح فسادهم، فما المتوقع من ردِّ اليهود ؟ هل سيعترفون أنَّهم مفسدون في الأرض ؟ هل سيعترفون بجرائمهم التي يمارسونها جهاراً نهاراً على الملأ أم هل سيعتذرون عنها ؟

هيهات.. إنًَّ اليهود لم يكتفوا بنفي الفساد عن أنفسهم بل تجاوزوه إلى أبعد ما يمكن أن يلصق بهم مثل هذه التهمة. فماذا قالوا ؟ إنَّما نحن مصلحون .. بأسلوب الحصر ، يقول المفسرون : أي محصورون في الإصلاح ملتصق بهم يعرفون به ويُعرَف بهم.

إلا أنَّ الله سبحانه وتعالى نقض ادعاءهم مباشرة وفوراً بقوله تعالى :

( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) ، ومعنى ذلك أنهم محصورون في الإفساد ومنفيون عن الإصلاح.

وبعد ؛ فإذا كان القرآن الكريم استطاع أن ينقض ادِّعاء اليهود ويبطله ويكشف زيفه فكيف بنا اليوم في ظل اختلال الموازين أنْ ننقض ادعاءاتهم؟

وادعاءاتهم متكررة ولديهم قدرة لا توصف على قلب الحقائق ، فكما رأينا في الآية الكريمة كانوا مفسدين فادعوا أنَّهم مصلحون وأنَّ صلاحهم مسألة لا يرتاب فيها. وها هم يدعون أنَّ لهم حقًّا تاريخياً في فلسطين ، ولم يُعثر لهم على أي أثر تاريخي ولو بحجم الذرة يؤكد أنَّ لهم حقًّا كما يدَّعون. وها هم أيضاً يسمون جيشهم الغازي المتعطِّش للقتل وسفك الدماء الذي يتزعمه رؤساء عصـــــــــــــــــــــابات ـ يسمونه جيش الدفاع ! ـ ويسمون أيضاً المطالبين بحقوقهم مخرِّبين وإرهابيين..!

واليهود في ظل اختلال الموازين قادرون على توجيه الرأي العام العالمي بما يخدم مصالحهم وأطماعهم بحيث يبدون أمام العالم أكثر إقناعـاً من العرب. واليهود ضخَّموا أنفسهم أكثر مما يجب بحيث
أصبحوا في عالمنا العربـــــي وكأنهم المتحكِّمون في العالم ، وما الكيان اليهودي في الحقيقة إلا دُويلة كرتونية مصطنعة مرهونة بالإمبريالية العالمية ودول الاستكبار في هذا العالم...

-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=