مشاهدة النسخة كاملة : شرح اندلسية احمد شوقي


ilh@m
21-11-2007, 08:31 PM
شرح أندلسية (لأحمد شوقي)المفردات اللغوية: نائح : نوح / باكي , الطلح / طلح / نوع من الشجر ويراد به واد في أشبيلية , وقصد بنائح الطلح / المعتمد ابن المعتضد العبادي ملك أشبيلية ، أشباه / ج :شبيه / مثيل ، عوادينا / ج : عادية / حادثة الدهر أوالمصيبة ، نشجى / شجو / نحزن ، نأسى / نحزن / أسي ، تقص / تروي وتحكي / قصص ، قصت / قطعت ، جالت / جول / تحركت واضطربت ، حواشينا / حشي / ما في الجسم من طحال وكبد وغيرها ، البين / بين / البعد ، أيكا / أيك / ج أيكة / الشجرة الكثيفة الملتفة ، سامرنا / سمر / جليسنا بالليل ، الغريب / غرب / البعيد عن وطنه ، نادينا / ندو / النادي / المجلس يجتمع فيه الناس ، الجنس / النوع .يفتتح الشاعر القصيدة بنداء التفجع والمأساة فهو يطلق نداءه مسترسلا بلا حدود معبرا عن آهاته وموجها خطابه لمن يشاركه مصيبة الفراق ، حيث أننا نشترك في مصائب البعد والفراق ، أنحزن على واديك الذي فارقته ، بل نحزن على وادي النيل ، ولن تروي لنا إلا أن يدا غريبة مؤلمة أصابت جناحك وهنا يشر إلى الأسر والقيد والنفي الذي تعرض له الأمير ، وماحصل لك كان أليما على ساكني الشرق ، وهذا الفراق الذي رمى بنا في أوساط شجر غريب علينا لم نألفه في جلسات السمر فأصبحنا ملازمين لهذا الشجر ونجلس تحت ظله ، وإذا كنت أنت من مكان وأنا من مكان آخر إلا أن المصائب كعادتها تجمع مصابيها .الجماليات // • *أسلوب النداء غرضه الفجيعة والمأساة* نائح جاءت على صيغة اسم الفاعل ولم تأت على الماضي لدلالة اتصاف المخاطب باستمرارية النواح* قدم الشاعر المسند أشباه على المسند إليه عوادينا وذلك لأن الشاعر أراد أن يلفت النظر إلى التوافق بينه وبين المخاطب* نشجى ونأسى ترادف في المعنى* تكرار حرف الحاء في نائح والطلح توخي بالحرقة التي يعانيها الشاعر* تتابع حرفي الشين والجيم في كلمة نشجى يوحي بالصعوبة دلالة على معاناة الشاعر* في الشطر الثاني من البيت الأول لم يذكر أداة الاستفهام وهذا ناتج عن الاهتمام بالآتي وهو الحزن* الاستفهام في البيت الثاني يراد به النفي بمعنى لن تقص علينا ...* تقص وقصت جناس ناقص * أتى بضمير الجمع في حواشينا لعموم أثر المصيبة* أتى بالفعل رمى ولم يقل قذف لما في دلالته من بعد المسافة* شبه البين بالإنسان وهذا من قبيل الاستعارة المكنية* وردت أيكا نكرة للدلالة على أن الشجر غريب عن الشاعر* شبه الأيك بالسامر وهذا من قبيل الاستعارة المكنية* وظلا غير نادينا كناية عن غرابة المكان * الشطر الثاني في البيت الرابع حكمة- استلهام الشاعر ماضي العرب في الأندلسالمفردات / آها / أوه / اسم فعل مضارع بمعنى أتوجع ، نازحي / نزح / النزوح / البعد والابتعاد ، حللنا / حلل / نزلنا وأقمنا ، رفيفا /رفف / خصبا ، روابينا ج رابية / ربو / ما علا وارتفع من الأرض ، رسم / رسم / ما بقي من آثار الديار ، رسم (2) امتثال ‘ الوفاء /وفي / الإخلاص ، نجيش /جيش / جاشت العين / فاضت بالدمع ، الإجلال / جلل / التعظيم ، يثنينا / ثني /يصرفنا ويمنعنا ، لفتية / إشارة إلى أبطال الأندلس ، تنال /نيل /تصل ، مفارقهم /فرق / المفرق / موضع فرق الشعر في الرأس ، يسودوا /سود / أصحاب سيادة ، منبهة / نبه / شرف ورفعة ،أغضت / غضي / أغفلت ، مقة /ومق / محبة ، الخلد / خلد / البقاء والدوام ، الكافور /كفر / نبات طيب الرائحة الشرح /يتوجع الشاعر ويتحسر على فقد بلاد الأندلس هو ومخاطبه رغم نزوحه إليها وإن هما نزلا الآن بهذه البلاد الخصبة التي كانت بلاد العرب ، ثم يقف على طلل عرب الأندلس وآثار حضارتهم ممتثلا لهذه الآثار العظيمة تفيض عيناه بالدمع لكن العظمة والإجلال لهؤلاء الأسياد الشجعان وما شيدزه من حضارة أ ثناه عن البكاء الذين واجهوا الشدائد حتى أن الأرض لم تصل أدمعهم ، وهم أصحاب عزة ومنعة فلم يخفضوا رؤوسهم لأي كان وهذه الرؤوس لم تنحن إلا في الصلاة ، ثم يشير الشاعر إلى أنهم حكموا الناس في الأندلس بحكم إسلامي كان شرفا ورفعة لهم ، ولو لم يحكموا بهذا الدين كانت أخلاقهم بمثابة الدين لهم ، ويعود شاعرنا مستدركا واضعا بلاده مصر نصب عينه حيث أن إغفال بلده عهنه كان لمحبة فهو دائم التذكر لها لايشغله شيئا عنها ، فهي عين تسقيه بالذكريات الطيبة كرائحة الكافور.الجماليات// • أسلوب الوجع في ( آها )* رسم ورسم جناس تام ، والإجلال يثنينا استعارة مكنية* نجيش استخدم حرف الجيم والشين لما فيهما من الصعوبة ناقلا إحساسه * تنال الأرض جعل الأرض فاعلا بدل الدموع لقوة الدلالة ولا مفارقهم كناية عن عزتهم ومنعتهم* • ربط بين الشطرين بأسلوب الشرط ( لو....)لكن حرف استدراك مصر وإن أغضت استعارة مكنية مصر عين ( تشبيه بليغ ) شبه الذكريات الطيبة برائحة الكافور3- حنين الشاعر وشوقه لوطنهالمفردات /ساري /سري / مشى وارتحل ليلا ، جوانحنا / ج جانحة / جنح / ما بين الضلوع بما فيها القلب ، يهمي / عمي / يسيل بتدفق لا يثنيه شيء ، مآقينا / ج مأق أو ماق / / مأق / مجرى الدمع مما يلي الأنف أو مقدم العين ، ترقرق / رقرق / تلألأ ولمع / هاج / هيج / ثار ، خضبنا / خضب / جعلنا الأرض تنبت من جديد ، نهتك / هتك / انتهك وشق ، دياجيه / ج داجيه / مظلمة ، نهتف / هتف / صاح بصوت ، سالينا / سلو / والسالي / من أحس بالطمأنينة والراحة ، الهوى /هوي / الحب ، للعهد / عهد / للميثاق ، زفرة / زفر / إخراج النفس بمد طويل ، حائرة / حير / مترددة ، يضوينا / ضوي / يضمنا ويجمعنا الشرح/يخص الشاعر البرق بالنداء ذلك الذي ينقل له الأخبار عن وطنه فهو سريع وجدير بهذه المهمة يخفف عنه لوعة الفراق والحزن ، هذا البرق يشارك الشاعر بما يسيله من السحاب من قطرات لم تلبث إلا أن تتحول دما ، فكأن البرق لهيب أخبره بما يحدث في وطنه ، كل هذا جعل دموع الشاعر وساكني مصر تنهمر بغزارة تروي الأرض ، فهو يرتكب جرما حتى يبعد عن وطنه والليل شاهد على ذلك بما يلفه من ظلام ساتر ، في هذا الليل لا يعرف الشاعر الراحة فهو دائم التفكير في وطنه ، يشهد بذلك النجم الذي يراه متمسك بانتمائه وحبه لوطنه ، ثم يشبه حالته تلك بحالة الزفرة التي تنطلق بعد ألم لتسبح في سماء الليل لا تجد الإجابة عل سؤال الشاعر بالعودة إلى وطنه. الجماليات /يا ساري البرق استعارة مكنية ربط بين شطري البيت بأسلوب الشرط ( لما ... )مبالغة في محلها فخضبنا الأرض باكينا الليل يشهد استعارة مكنية ، ولنجم لم يرنا استعارة مكنية والبـــــــــــــــــــــــــــــاقي عليكم به *******4- تعاظم أشواق الشاعر لوطنه ، نصون / صون / نحفظ ، تناجينا / نجو / النجوى / التسار بالحديث ، ناب / نوب / حل محله / خواطرنا / ج خاطرة / خطر / ما يمر ببال الإنسان من رأي أو فكرة ، الدلال / دلل / التلطف ، أمانينا /ج أمنية ومنية / كل ما يتمناه الإنسان ، النائبات ج النائبة / نوب / حادثة الدهر أو المصيبة ، غلبنا / غلب / قهرنا وهزمنا ، جلد / شدة الصبر / مضادها / الفزع / نواكم / نوي / بعدكم وقصدكم ، صياصينا / ج صيصة / الحصن .زيادة مفصلة: (1-3)يا نائح الطلحِ , أشباهٌ عوادينا نشجى لواديك أم نأسى لوادينا ؟! رأى الشاعرُ بعيني شعوره طائراً حزيناً ينوح على ضفة واد الطلح فأخذ يناجيه:يا: حرف لنداء البعيد وهو بمثابة مقطع صوتي مفتوح يرسل الشاعر من خلاله صيحة ممتدة بامتداد هذا الحرف لتكشف لنا عما وراءه من قلبٍ أثقلته وطأة البعد والغربة فتوارت في رؤيته حدود الأشياء وصار ينادي مالا ينادى متخذاً مما يراه صورةً لما في أعماقه .. .. نائح : أتى بها الشاعر على صيغة اسم الفاعل دلالة على تواصل النواح حيثُ لو قال :يا من ناحَ على أنها ماضياً لأدى إلى الانتهاء ..الطلحِ : آثره الشاعر على غيره من الوديان المتناثرة في أرض الأندلس ذلك أنه أولع به جملة من الشعراء منهم ابن عباد وفي هذا دلالة على أهميته في تلك البلاد وهو قريب في مكانته من واد النيل الذي يجري في وجدان الشاعر .. نائح الطلح :كناية عن موصوف حيثُ أن الشاعر ذكر الصفة وهي نائح وأسنده للوادي ولم يصرّح بالموصوف الذي هو الحمام بل ذكر وصفاً خاصاً به وهو كونه نائحاً للطلح أما بالنسبة للدلالة الحرفية فقد ركّــز الشاعر على حرف الحاء حيث كرره مرتينمرةً في نائح وأخرى في الطلح وهذا الحرف يحمل معنى الحرقة التي أوجدتها أحزانه المتزاحمة فكأنه يستغل هذا المخرج و يرسل معه شيئاً من لهيب .. الفاصلة :بعد جملة النداء توحي بأن الشاعر حين نادى الحمام كان ينتظر الإجابة منه لكنه لم يسمع إلا وقع الصدى ورجع النداء .. ..فتابع :أشباهٌ عوادينا : ذكرهما على صيغة الجمع لكثرتها وزحمتها في حياته وآثر الشاعر لفظة عوادينا على مصائبنا مع أنهما تحملان ذات المعنى لكن العوادي توحي بأن المصائب تأتي الواحدة منها بعد الأخرى ..قدّم الشاعر المسند أشباه على عوادينا المسند إليه أي في الأصل:عوادينا أشباه وذلك أن الشاعر أراد أن يلفت النظر إلى التوافق الكبير بينه وبين طائره نشجى لواديك :حذف الشاعر أداة الاستفهام وذلك لفرط إمعانه في منعطفات حزنه لم يكن في وسعه ذكر الأداة وهي هل أو الهمزة بل ركّز على ما بعدها لأنها مصوّره أكثر لما يعترك في وجدانه ..نشجى : حرف الشين وحرف الجيم كلاهما عسير في نطقه كحالةِ الشاعر التي يحاول جاهداً التخفيف عنها ,حيثُ لم يقل نحزن بل نشجى وهذا الامتداد في الألف دلّ على اتساع الحزن وتغوّر مسافاته في الأعمــــــــاق ..لواديك :نسب الوادي للطائر وهو ليس له ولكن لطول مكوثه به والتصاقه بل وتعلقه أصبح يُنسب إليه فكأنه عُرف به .أم :هذا التوقف على حرف الميم كأن فيه عودة لموطن الجرح ومنبع الألم ولو أمعنا أكثر لوجدنا أن أم هنا قد تكون للمعادلة بين الواديين فكلاهم حزين على واديه , لكن ما سرّ تقديم الشاعر واد النائح على واديه الذي يؤثره الشاعر وهنا تكون الإجابة حيثُ تكون أداة الاستفهام المحذوفة تقديرها لن النفي وأم بمعنى بل فيصبح المعنى حينها لن نشجى لواديك بل نأسى لوادينا , نأسى لوادينا : وفي الرواية الأخرى نشجى, يبدو لي أن الأسى أعمق لاسيما وأن الهمز أبعد الحروف مخرجاً ,معه يكون الشاعر قادراً على أن يغترف الكثير من مياه الوجع الراكدة ,والأسى أيضاً يحمل معنى الأسف والحسرة ,و حرف السين يفيد التنفيس والتخفيف من الحالة .لوادينا: نسب الوادي إليـــه مع أن الوادي هو النيل وذلك لأن حبه للوادي يجري في أعماقه فكأنها أصبحت منبعاً له وموطناً.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــماذا تقص علينا غــــــير أن يداً قصــــت جناحك جالت في حواشينا ماذا تقص علينا ؟؟استفهام غرضه النفي :أي لن تقص علينا أتى الشاعر بالفعل تقص على صيغة المضارع للدلالة على أنه مهما استمر القص فلن يكون إلا من يدٍ متسلطة قادرة على فعل كل هذا ..علينا : ذكر الجار والمجرور للدلالة على أنهم هم المخصوصين بالقص دون سواهم من سائر الناس ..غير أن يداً قصت جناحك : أكد الشاعر جملته بالحرف " أن " للدلالة على صدق تلك القصة التي سيرويها طائره الحزينة,يداً : أتى بها نكرة لأنها يد غريبة منكرة غير مألوفة أو عادية لتُؤمَن ,يداً قصت :مجاز مرسل علاقته هنا السببية والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي هي : قصت, فاليد سبب في القطع والقص وليست هي القاصة وحدها , والقيمة الجمالية في ذلك أن الشاعر لإحساسه العميق بالقص وتأثره الشديد به أحس كأن اليد هي التي قصت وفي الحقيقة ليس إلا مقصاً ممسكةً به ..قصت: أتى بها الشاعر على صيغة الفعل الماضي لتحقــق القص ..ولفظة "القص" آثرها الشاعر على غيرها لأنها تحمل معنى السرعة والعجلة والتهور .. , جناحك :أسند الجناح للطائر إذ هو فقط جناحه الأوحد الذي تعرض للقطع دون سواه ..جالت في حواشينا: أتى الشاعر بالفعل على صيغة الماضي ذلك للدلالة على تحقُــــقِه منذ زمن ..,حواشينا :أتى بها على صيغة الجمع ليوضح جُرم تلك اليد وما فعلته ليس قاصراً على حاشية واحدة بل على كل الحواشي .. ..والشاعر بنى بيته على أسلوب القصر عن طريق النفي بلن وَ الاستثناء بغير فالقص خاص بالجناح والحواشي لا يجاوزها إلى غيرها وهذه الأداة استطاعت أن تعبر عن النغمة الحاسمة والنبرة العالية فيما أراد الشاعر تصويره فصاغه صياغة مؤكدة وفي هذا الأسلوب قطع وبتر لكل من يتشكك .ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رمى بنا البين، أيكاً غيــــر سامرنا أخــــــا الغريب وظلاً غير نادينا رمى بنا البين: أسند الشاعر الفعل رمى إلى غير فاعله الحقيقي وهو البين وذلك على سبيل المجاز العقلي الذي علاقته هنا السببية فالبين سبب في الرمي وليس هو الرامي والقيمة الجمالية الناتجة من ذلك هي أن الشاعر من شدة إحساسه بجبروت الفراق أحس أن له قوة ويد قادرة على القذف والرمي , ولكن ما تراها تكون تلك الرمية ؟؟ وهل تصل بها القوة إلى أن ترمي من موطن إلى آخر لاسيما وأن المسافة بينهما شاسعة للغاية ويفصلها البحر ,أيضاً قال الشاعر: رمى , ولم يقل قذف والامتداد في رمى يوحي بطول المسافة التي اخترقها الرمي ,وأتى بـ"رمى" على صيغة الفعل الماضي للدلالة على تحقق الرمي , بنا: أتى بها الشاعر ليبين أنهم هم وحدهم الذين قصدوا بذلك الرمي دون سواهم من البشر , البين : عرفه الشاعر بال للدلالة على أنه هو المألوف والمتعارف عليه في تفريقه بين الأحبة .أيكاً غير سامرنا : أتى الشاعر بـ"أيكاً " نكرة فذلك الشجر الملتف غريب مجهول لم يسبق للشاعر أن رأى مثله في الوجود ..غير سامرنا : كان من المفترض أن الشاعر يقول : أيكاً غير أيكنا, ولكن قال :سامرنا وهذا مجاز مرسل علاقته الحالية حيثُ ذكر الحال وأراد المحل والقيمة الجمالية في ذلك أن هذه الصفة افتقدها الشاعر في ذلك الأيك ,فذكرها هنا لأنها ميزة أساسية في ناديه الحبيب الذي ألفه واعتاد على مرآه , أخا الغريب : كناية عن موصوف حيثُ أن الشاعر ذكر الصفة وهي أخا وأسندها للغريب ولم يصرّح بالموصوف الذي هو الشاعر بل ذكر وصفاً خاصاً به وهو كونه يؤاخي الغريب , والشاعر هنا لم يقل صاحب الغريب بل قال أخ الغريب والأخ أكثر تلازماً وقرباً من الصاحب الذي قد يبدو نوعاً ما أبعد ..والقيمة الجمالية الناتجة من ذلك أن هذا محط شكوى الشاعر ومركز الألم فلم يعد له نديم يؤانسه من أحبته والشاعر أسند الأخ إلى الغريب إذ لو فرض أن قال أخا البعيد لم تؤدِ الصورة الفظيعة تلك إذ أن البعيد قد يكونُ قريباً وصديقاً .. بينما الغريب ليس صديقاً ولا قريباً ولا مألوفاً بل بعيداً مجهولاً منكراً لا يُدرى أصله وجنسه وما الذي سيصير إليه .. .. ؟؟! وظلاً غير نادينا:أتى الشاعر بــ : ظلاً , نكرة ذلك للدلالة على أنه ظل لم يسبق للشاعر أن التقى به غير معهود ولا مألوف يبعث في نفس الشاعر الهيبة .. ..بدلاً من الأنس الذي ترعرع عليه في ناديه ._____________________________________(1 لماذا اعتمد الشاعر على الحروف المهموسة أكثر من المجهورة في القصيدة ؟؟؟؟(الحروف المهموسه هي:ت ح خ س ش ص ف ك ه )2/تختتم الأبيات بقافية النون المفتوحةبعدها ألف ممدودة .ما القيمة الموسيقية لذلك في بنية القصيدة الحزينة؟؟؟؟؟ج1 / الحروف المهموسة كما معهود عنها يوحي استخدامها بالحزن والتعبير عن خلجات النفس ففيه معنى الهدوء وانكسار النفس ج2 / انتهاء القصيدة بالألف الممدودة يشير إلى البعد والفراق وهذا ما قصده الشاعر ولا ننسى معارضته لنونية ابن زيدون التي انتهت بنفس الحرف ... 1 - يا نائح الطلح أشباه عوادينا نشجى لواديك ام ناسىلواديناشرح المفردات : الطلح شجر عظام به سمى واد بظاهر أشبيلية وكان ابنعباد كثيرا ما يترنم بذكره والشاعر هنا يتجه بالخطاب إليه – العوادي : جمع مفردهعاديه : أي نوازل الدهر ومصائبه – نشجى : نحزن – نأسي : نحزنالمستوى البلاغي : أ- أهم ظاهرة أسلوبيه في البيت هي أفتتاحة بالنداء وخاصة باستعمال حرف )يا( الذي يعبر عن رغبة الشاعر في الافصاح عما بداخله وهو باستعماله النداء ينبه السامعويدعو الى مشاركة المأساة .ب - لااستفهام : نشجي أم ناسى : استفهام للتسويةج- الترادف بين : نشجى وناسىالمستوى الصوتي:الموسقي الداخلية منخلال الجناس : عوادينا – واديناالتكرار : واديك – وادينا = أستعمال المقاطع الصوتيه المنفتحه يا – عوادنيا – واديك – وادينا) وهي المقاطع تؤكد رغبه الشاعر فيالتنفيس عن همومه = تكرار حرف النون : وهو من الحروف الخيشوميه التي يحمل جرسهاحزنا شديدا .ورود حرف الحاء في أول كلمتين ( نائح الطلح ) وهو حرف مهموس يرتبطبالحرقة الألم- أستخدام الحروف المهموسه ( الشين – السين – الحاء (-استخدام (عوادينا ) في صيغة الجمع يؤكد كثرة المصائب وتتابعهاالمستوىالدلالي :ورد في الموسعة الشوقيه (الشوقيات ) أن النائح هو الحمام .لكن الشاعر يصنع علاقة بين الحمام وأحد شعراء الاندلس :المعتمد بن عباد وهو هنا يستمدمن التاريخ شخصية المعتمد بن عباد التي عاشت مإساة سبيه بنفيه من خلال قوله (أشباهعوادنيا ) لان كلا من شوقي والمعتمد نفيا عن أوطانهم فالآول يحن لواديه (النيل – مصر)والثاني يحن لواديه ( إشبيليه)المعنى :الشاعر ينادي الحمام( المعتمد بن عباد ) هذا النائح الحزين مقررا حقيقة وهي أنهما يشتركان في محنه واحدهفهل يحزن لما أصابه أم يحزن لما أصاب هذا النائح . 2 - ماذا تقص علينا غيرأن يدا قصت جناحك جالت في حواشيناالمستوى البلاغي :الاستفهام :ماذاتقص علينا ؟ استفهام يحمل معاني ( الحيرة أو اليأس أو النفي أو التقرير ) فالشاعرلايرغب في سماع قصة من يخاطبه = الجناس بين ( تقص وقصت ) ويعطى جرسا موسيقيا جالت : طاقت غير مستقرهالمستوى الدلالي:يتشابه البيت الثاني مع البيت الاولفالشاعر يوجه سؤاله لمن يخاطبه وهو النائح لانهما يشتركان في محنه واحدة فكلاهمامعذب ومبعد ثم يتاكد السؤال بانه لايريد أن يسمع القصه لانه يعلم أن اليد التي قصتجناحه هذا النائح وابعدته هي نفسها التي جالت وطافت وقطعت في حواشي الشاعرمعاني المفردات : حواشينا : جوانبنا ( مافي البطن ) جالت : طافت غير مستقرهتابع :المستوى البلاغي :شبه الشاعر المصائب بانسان له يد تبطشجالت في حواشينا : إستعارة مكنيه شبه اليد بانسان يتجولالمستوى الصرفي :تنكير كلمه ( بدا ) يؤكد أنها قوة مجهولة عاتيةوتحقير المستعمر_ رمى بنا البين أيكا غير سامرنا أخا الـغريب وظلا غير نادينامعاني المفردات : رمى بنا قذف بنا - البين : الفراق – السامر – مجلسالسمرأخا الغريب أي يااخا الغريبالمعجم :يستحضر الشاعر حقليندلاليين ( متقابلين - النادي – السامر – الظل ) وهو معجم الألفه والراحه في مقابل(البين – الفراق – النأي ) وهو معجم دال على الغربه والبعد . فالشاعر يعيش تمزقا بينحاضرا المنفى وماضي الاستقرار والسمر مع الاحبه في الوطن. المستوى البلاغي :رمى بنا البين : استعارة مكنيه شبه البين ( الفراق ) بشي عنيف يرمي يعنف وشده .النداء أخا الغريب يوحى بأن الغربه عوضترابطة الدم فأصبحت رابطة قويهكالأخوة تجمع الغرباءالمستوى الدلالي :يظهر التحسر من الشاعر حيث يجزم انالفراق كان عنيفا حيثما رمى به هو ومن يخاطبه في أماكن غير أماكنهم وتجمعات غيرنواديهم في أوطانهم التي كانوا يجتمعون ويسمرون فيها .4 _ فإن يك الجنس ياابن ( الطلح ) فرقنا إن المصائب يجمعن المصابيناالمستوى التركيبي :يبينصدر البيت وعجزه ترابط فكري يؤكد حقيقتين :1_ الجنس يفرق بين الشاعر والحمام ب- المصائب وحدت بين الحمام والشاعر2_ أستعمل الشاعر (أسلوبا حكيما أو حكمة) : إنالمصائب يجمعن المصابينا وهي تدل على خبرة الحياة وكثرة توالي المصائب يعمق خيرةالشاعر .المستوى البلاغي :المصائب يجمعن :استعارة مكنيهالنداء :يفيدالشكوى والبوحفرقنا – جمعنا = طباقيا ابن ( الطلح ) :استعارة مكنيه شبهالحمام بالانسان العاقل يسمع الشكوىالمستوى الدلالي :يقول الشاعرمخاطبا الحمام النائح إن كان الجنس قد فرقنا فالشاعر إنسان والحما طائر لكن المصائبقد جمعت بين المفترقينالوحدة الاولى من (4:1)1- اشتملت الابيات على وحدةمعنويه متناسقه2- هنالك خصائص أسلوبيه تشترك منها3- الأفعال : أفعال تنتمي إلىحقل دلالي واحد وهو : الاعتداء والانتهاك من حيث أستخدامه الأفعال (قصت- جالت – رمى –فرقنا)الأفعال المذكورة عنيفه قويه تؤكد العنف والاعتداء والانتهاك .الموسيقى يبدو المقطع حزينا من البيت الأول إلى الرابع وذلك لسيطرةالمقاطع الطويله – حرف النون –والحروف المهموسة.5 _ اهالنانازحي أيك بأندلس وإن حللنا رفيقا من روابينامعاني المفردات : أه : كلمةتوجع النازح : الغائب عن بلده غيبه طويلهالايك: الشجر الملتف الكثيف مفردهاأيكه = الرفيق : الخصب من الأرضالروابي : الأماكن المرتفعةالمستوىالصوتي :يتأجج إحساس الشاعر بالغربه فيفتتح البيت بالتوجع (أه) لكان الكلماتتعجز عند الشاعر عن التعبير عن مأساته فيتوسل بأه فيها حرف الهاء وهو الحرف الوحيدالذي يصدر من الأعماق ويعبر عن الرغبة في التخلص من الضيق الذي يجول بخاطره . وردتمعظم الكلمات : ايك – اندلس – رفيقا بتنوين الفتح والكسر مما يكتف حضور حرف النونوهو يحمل جو حزن وبؤساستخدام اللضمائر (لنا – نا في حللنا .. وهذا يؤكد أنالمصائب قد وحدت بالفعل بينه وبين النائح .. ويصرح بذلك في قوله ( نازحي )المستوى الدلالي :يظهر الشاعر توجعا غريبا ويرسل توجعه لمن يخاطبه صراحهإننا نازحين وغريبين حتى ولو كان نزولنا بارأضي خصبه مزروعه .المستوىالبلاغي :نازحي ..حللنا + طباقالمستوى الصرفي :1- أها : أستخدام مايفيدالتوجع الالم2 - أستخدام المثنى (نارحي ) يبين أنهما مشتركان في البعد عن الوطن6 - رسم وقفنا على رسم الوفاء له نجيش بالدمع والإجلال بثنيناالمعجم :الرسم :وهو مابقي من أثار الديار – رسم الوفاء :مابقي له من أثار الوفاءنجيش :نفيض --- يثننيا :يمنعناالمستوى المعجمي :كرر الشاعر كلمةرسم مرتين وهذا يذكرنا بالموروث الشعري القديم فكأنه يقف على أطلال ماتركه ألاجدادافي الاندلس ، وهذه ألابيات ثمثل وحدة معنويه موضوعها ( إبراز ماثر ألآجداد وما حليهم من نكيات ) فالشاعر يبني قصيدته وفق المنهج الينتوي، أذا ينتقل بنا من موضوعإلى اخر ليبرز مأساته الفرديه وهي منفاه ثم مأساته الجماعية (نكبه الأندلس (المستوى البلاغي :الإجلال : استعارة مكتبيه شبه الإجلال بشيء يمنعرسم –رسم = جناسالمستوى الدلالي :يقول أننا نتذكر ماضي أجدادناالعظيم حينما نقف على ماتبقي من الرسم (وهو ماتبقى من الديار ) لترسم صورة وفاءلهلكننا نجدأن دموعنا تنهمر وتجيش .. لكن الاجلال والعظمة والكبرياء يمنعنا من البكاءعلى هذا الماضي العريق أمام الحاضر الخاسر . 7_ لفتيه لاتنال الارض أدمعهم ،ولامفــــارقهم الامصليناالمستوى التركيبي :أستعمال أسلوب القصر لابرازالصفه وتاكيدهاالمستوى الدلالي :يرثي الشاعر ويمدح أهل الاندلس ويعتبربصفات العزةوإلاباء فالأرض لاتلامس جباههم إلا عند الصلاة (مفارقهم: مفردهامفرق / حيث يفرق الشعر)المستوى البلاغي :البيت كله كناية عن عزةالاباء والاجداد وهي كنايه عن ( العزة وإلاباء )*استعمال حرف الجر ( الفتيه )اللام يؤكد العلاقه المطروحة بين البيت السادس والسابع... والبيت ويوضح ماجاء بهالبيت السادس من عظمة الاجدادا ، لان دموعهم في السادس لم تنهمر لآن الاجلال والكبرياء يمنعهم لكنها انهمرت في حب الله وطاعته وفي الصلاة8 - لو لم يسودوابدين فيه منبه للـــناس، كانت لهم أخلاقهم دينا المستوى التركيبي :ترابط صدرالبيت مع عجزه باستعمال أسلوب الشرطالمعجم : يسودوا :يكونوا اسيادا \ المنبه :مايبيعث على الفطنه ولانتباه والشهرة ومن معانيها :الخصلة الحميدة .( وهي الامرالمشعر بالقدر)المستوى الدلالي : جاء البيت على طريقه أسلوب الشرط ليؤكدالتحام الصفات اللمعنويه والماديه في أهل الاندلس فهو يقول أن هؤلاء الاجدادالايحملون أحترامهم فقط بانجازاتهم الماديه لكنهم أصحاب دين عظيم مشهور وكذلكباخلاقهم العظيمة الساميه9 - لكن مصر وأن اغضت ، على مقه عين من الخلدبالكامور تسقينامعاني الكلمات :أغضت = أغمضت - المقه :المحبه = العين :عين الماءالخلد :الجنةالمستوى الدلالي : يستخدم الشاعر حرف الاستدراك( لكن ) ليكمل حديثه بعد الاندلس واهلها عن مصر التي يحن إليها ويعتبرها عين منالخلد والجنان وهي الأم الرؤوم ولابديل لهاتابع : شرح التاسع :فهي وإن سكتنا عن الحديث عنها وعن محيها فهي الجنة و عين الخلد والكافورالمستوى البلاغي :أغضت مصر على معه : استعارة مكنية يشبة مصر بالانسانو تتدفق عاطفيتة فيغمض محبته* مصر عيّن : تشبيه مصر بجنة الخلد ليؤكد حبةويبرز انة لابديل عن وطنه* مصر تسقينا : شبة مصر بإنسان يسقى الظمأى . ملاحظات حول المقطع من 5 : 91 - الأبيات من 5 : 9 تمثل وحدة معنوية حيث اشتركت الأبيات في رثاء الأندلس ويعدد مناقبالأجداد وخصالهم2 - سيطر في هذه الأبيات معجم الحزن والدموع آها – نجيش – الدمع – أدمعهم( 3 - سيطر في هذه الأبيات المعجم الدال على سمو الأخلاق { خشية – دين – أخلاق – منهية } وهذا يؤكد أن الأجداد كانوا يحملون رسالة أخلاقية سامية . 4 - جمع الشاعر بين زمنيين { الحاضر والماضي } فهو ينظر الى الماضي بعين الحاضروينقل من رثاء الأندلس إلى رثاء الذات . 10 - يا ساري البرق يرمي عن جوانحن بعد الهدوء ،ويهمي عن مآقيناالمعاني :ساري : سري : والسارية هي السحابة التي تأتيليلا ً وسرى يسرى بالكسر سار ليلا ً . الجوانح : الجوانب : يعنى عما تكنهصدورنايهمي : هـ . م . ي : همي الماء : سال لايثنية شيءالمآقي : العيونوهو مجرى العين : جمع مفردة مؤق ومأق : مايلي الأفق أو مقدم العينالمستوى الدلالي :يدعو البرق وينادية لمشاركتة الأحزان ويخفق البرق مثلما يخفققلب الشاعر ويطلب منة ان ينوبه في البكاء .. ويريد منه أن يصبح مشاركا ً في الاحزان . ويريد ايضا ً أن ينوبة في الانين . لأن حرف الجر " عن " يفيد الا نابه . لكانالشاعر يريد أن يخلق نوعا ً من المشاركة بين الانسان والطبيعة . المستوىالايقاعي :يكثر الشاعر من استخدام حرف النون ( جوانح – عن – مآقينا ) وهو حرفيعكس الأنين والحزن . المستوى البلاغي :يا ساري البرق : استعارة مكنية شبة ساري البرق بأنسان ينادياستخدام الأفعال يهمي – ويرمي)ويسندها للبرق استعارة مكنية إذ يشبة دموعة المنسكبة بالامطار تتبع البرق(يرمي – يهمي ) جناس