مشاهدة النسخة كاملة : ذكرى المولد النبوي الشريف /وكل عام والجميع بخير


سكون
10-04-2006, 02:02 PM
وُلد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسّم وثناء

بشّر الله السماء فازّينت وتوضّعت مِسكاً بك الغبراء

إن الاحتفال بذكرى مولد سيد الكونين وخاتم الأنبياء و المرسلين نبي الرحمة وغوث الأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات، التي فيها تعظيم لشعائر الله تعالى، كما جاء في الذكر الحكيم "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"
محمد صلى الله عليه وسلم، سيد الخلق، وأفضل الرسل، وخاتم الأنبياء، الذي أحاطته الرعاية الربانية، والعناية الإلهية، وهيأ الله له الظروف مع صعوبتها، وحماه من الشدائد مع حدتها، وسخر له القلوب مع كفرها وضلالها.

ولد صلى الله عليه وسلم يتيم الأب، حيث فقد أباه قبل مولده، وقد أشار القرآن إلى يتمه، فقال تعالى: ألم يجدك يتِيما فآوى (الضحى:6)، وقال أنس رضي الله عنه: ( ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما توفي أبوه) رواه مسلم .

وكان مولده صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم في مكة المكرمة صبيحة يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، الموافق العشرين أو الثاني والعشرين من شهر إبريل سنة 571م، وقيل إنه ولد في العاشر من ربيع الأول، وقيل في الثاني من ربيع الأول، وقد ولد في أشرف بيت من بيوت العرب، فهو من أشرف فروع قريش، وهم بنو هاشم.

وكان استبشار جده عبدالمطلب بولادته كبيرا، وفرحه بحفيده كثيرا، وأعلن ذلك بين الملأ من خلال قيامه بالواجب نحو اليتيم، واختياره له الاسم الجميل "محمد" ولم يكن معروفاً عند العرب.

وكانت ولادته عام الفيل، بعد الحادثة المشهورة التي ذكرها الله - عز وجل- في كتابه، قال تعالى: ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل (الفيل:1)، ويرى ابن القيم أن حادثة الفيل كانت توطئة وإرهاصاً لظهوره صلى الله عليه وسلم، حيث دفع الله نصارى الحبشة عن الكعبة، دون حولٍ من العرب المشركين، تعظيماً لبيته.

وأول من أرضع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أمه، ثويبة مولاة أبي لهب التي أرضعت حمزة أيضاً، ولما كانت عادة حواضر العرب أن يرسلوا أبنائهم إلى البادية للرضاعة، إبعادا لهم عن أمراض الحواضر، ومن أجل تقوية أجسامهم، وإتقان اللسان العربي في مهدهم، دُفع بمحمد إلى حليمة السعدية من بني سعد، التي نالت الخير والبركة بذلك النبي المبارك، فأمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم السنوات الأربع الأولى من طفولته في صحراء بني سعد، فنشأ قوي البنية، سليم الجسم، فصيح اللسان، جريء الجنان، يُحسن ركوب الخيل على صغر سنه، صلى الله عليه وسلم.

ثم جاءت حادثة شق الصدر، والتي كانت في بادية بني سعد وعمره آنذاك أربع سنين كما ذكر أهل السير، فقد روى مسلم عن أنس ‏ رضي الله عنه‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال‏:‏ هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طَسْت من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمَه ـ أي جمعه وضم بعضه إلى بعض ـ ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه ـ يعنى مرضعته ـ فقالوا‏:‏ إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو مُنْتَقِعُ اللون ـ أي متغير اللون ـ قال أنس‏ :‏ وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره‏.‏

وبهذه الحادثة الكريمة، نال (صلى الله عليه وسلم) شرف التطهير من حظ الشيطان ووساوسه، مع ما حباه الله به من حفظ وبعد عن أدران الشرك وعبادة الأصنام، فكان تهيؤه للنبوة والوحي منذ الصغر.

وبعد هذه الحادثة خشيت مرضعته عليه فأعادته إلى أمه الحنون، كي يلقى الرعاية والاهتمام منها.

ثم ظل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في رعاية أمه آمنة بنت وهب وكفالة جده عبدالمطلب ، إلى أن توفيت في الأبواء بين مكة والمدينة، وكان عمره آنذاك ست سنين.

ثم قام بالاعتناء به جده عبدالمطلب إلى أن توفي وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم ثمان سنوات، فوصى به إلى عمه أبي طالب، وظل تحت رعاية عمه إلى قبيل الهجرة بثلاث سنوات.

ولما بلغ الأربعين بُعث للعالمين، بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا.

لقد كان مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) وبعثته مولدا لنور الإسلام، وضياء الحق المبين، الذي تبددت به ظلمات الشرك والكفر، وزال به الران الذي طُبع على قلوب كثير من الناس.

لقد عرف الصحابة رضي الله عنهم كيف يعبرون عن فرحتهم برسول الله (صلى الله عليه وسلم )وبالنور الذي جاء به، فبذلوا أموالهم وأنفسهم في سبيل الدين، فتقبلهم ربهم بقبول حسن، وأسكنهم جنات عدن التي وعدهم
فحري بنا أن تكون ذكرانا لمولد نبينا (صلى الله عليه وسلم) كل يوم، وأن تكون هذه الذكرى ذكرى لسيرته وشريعته، وأن يدفعنا ذلك إلى الاقتداء بسنته والاهتداء بهديه في سائر شؤون حياتنا، وصدق الله إذ يقول {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا } (الأحزاب:21) .

الحمد لله الذي لا ندعو غيره ولو دعونا غيره لم يستجب لنا دعاءنا، الحمد لله الذي لا نرجو غيره ولو رجونا غيره لأخلف رجاءنا اللهم صلى على سيدنا محمد كان مولده ربيعا، ولربه مطيعا، وللقرآن سميعاً، وبين الناس بليغاً، وللفصاحة ضليعا، اللهم صلى على سيدنا محمد خير من صام وأفطر وخير من سبّح وكبّر وخير من حج واعتمر وخير من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، اللهم صلى على نبيينا محمد صلى الله عليه وسلم ما ظهرت النجوم وصلى على نبيينا محمد ما تلاحمت الغيوم، اللهم صلى عليه ما أشرق الضياء ولاح وصلى عليه ما تعاقب المساء والصباح، اللهم صلى على سيدنا محمد طبّ القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها، اللهم صلى على سيدنا محمد الحبيب الشفيع الرؤوف الرحيم الذي أخبر عن ربه الكريم إن لله في كل نفس مئة ألف فرج قريب اللهم احفظنا بعينك التي لا تنام واحرسنا بركنك الذي لا يُضام اللهم استر عيبنا وااسف أمراضنا اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا واهلك أعداءنا، اللهم أهلك أعداءنا اللهم احفظنا بما تحفظ به عبادك الصالحين، اللهم جمّلنا بسترك يا خير الساترين وأحكم الحاكمين وأجود الأجودين ستّار العيوب علاّم الغيوب تستر الذنب بكرمك وتغفر المعصية بحلمك ولك الحمد على حلمك بعد علمك وعلى عفوك بعد قدرتك وصل اللهم وبارك على نبيينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم.

الفارس البلوشي
10-04-2006, 02:46 PM
بارك الله فيك اختي سكون ..

alzaeem 20
10-04-2006, 03:13 PM
كل الشكر اختي على الموضوع وبارك الله فيكي

(اللهم صلي على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين اللهم آمين)

دمتم سالمين

جريح الذكريات
10-04-2006, 11:04 PM
كل عام وأنتم بخير ..

والحمد لله الذي خلقنا مسلمين ...